هل تعرفون شخصًا يحاول دائمًا إسعاد الآخرين وإشعارهم بالرّضا؟
يسعى لأن يكونَ محبوبًا، لا يتحمّل أن يستاءَ أحدٌ بسببه، ويبادر إلى الاعتذار حتّى لو كان على حقٍّ.
شخصٌ يبادر إلى تقديم التّنازلات حتّى لو كانت على حساب رغباته أو تلبية احتياجاته…
على عكس ما يعتقد بعضهم، فإنّ «الشّخص الّذي يسعى إلى إرضاء الآخرين» هو شخصٌ لا يتمتّع بالضّرورة بصحّةٍ نفسيّةٍ جيّدةٍ، بل قد تكون هذه المبالَغة في الاستحسان نابعةً عن أسبابٍ نفسيّةٍ أُخرى.
منَ الطّبيعيّ أن نعلّمَ الطّفل مراعاة الآخرين، ومنَ المهمّ ألّا يقوموا بتصرّفاتٍ أنانيّةٍ أو غير لطيفةٍ،
ولكن منَ المهمّ أيضًا أن نتأكّدَ ألّا يرزَح الطّفل تحت ضغطٍ مستمرٍّ لإرضاء الآخرين، بحيث يصبح غير قادرٍ على وَضْع حدٍّ إذا ما احتاج إلى ذلك.
رغبتنا الطّيّبة ولكن المبالَغ فيها في تربية أطفالٍ طيّبين وممتنّين قد تؤدّي إلى تربية أطفالٍ يتجاهلون غالبًا احتياجاتِهم الخاصّة أو يقومون بأشياءَ غير صحّيّةٍ ليحظوا بإعجاب الآخرين، بما في ذلك الأمّ والأب.
يصبح الأطفال في هذه الحال غير قادرين على الشّعور بالرّضا عن أنفسهم إلّا إذا مدّهم مَنْ حولهم بذلك.
تبدأ تربية «الشّخص الّذي يسعى إلى إرضاء الآخرين» غالبًا في المنزل ومنذ الطّفولة المبكرة. لذلك، فَلْنسألْ أنفسنا:
- هل أضع دائمًا توقّعاتٍ عاليةً من طفلي، وأعبّر له عنِ الرّضا من خلال جُمَلٍ مثل: «أنا الآن أُحبّك لأنّك رتّبتَ ألعابك»؟
- هل أطلب إلى طفلي طاعتي من دون أيّ اعتراضٍ أو من دون طَرْح أسئلةٍ؟
- هل أنا لا أُدرِك الفَرْق بين موقف طفلي حين يُحسن التّصرّف حقًّا وحين يسعى إلى إرضائي فقط؟
- هل أنا أبتزّ طفلي كي يقومَ بالتّصرّف الّذي يُرضيني؟ هل أقدّم إليه الرّشوة؟
- هل أقول لطفلي بشكلٍ متكرّرٍ إنّ ظنّي قد خاب به، بدلًا من أن أقولَ ببساطةٍ ما قمتَ به هو تصرّفٌ خاطئٌ؟
- هل أُجبِر طفلي على الاعتذار، وأتحدّث أوّلًا عن مشاعري أو مشاعر الآخرين، قبل إعطائه الوقت الكافي لإدراك خطئه وأسباب تصرّفه؟
إذا كانت معظم إجاباتنا «نعم»، فهذا يعني أنّ طفلنا على الأرجح سوف يقع في شرك متلازمة إرضاء الآخرين بشكلٍ غير صحّيٍّ الآن وفي المستقبل.