الاعتذار هو تصرّفٌ نقوم به، نتيجة خطأٍ قد ارتكبناه، أو أذى قد تسبّبنا به عن غير قصدٍ، والاعتذار ينطوي على الاعتراف بالخطأ وطلب السّماح من الآخر. منَ المهمّ أن يكتسبَ الطّفل هذا السّلوك الّذي يعزّز تحمُّله مسؤوليّة تصرّفاته تُجاه الآخرين، وفَهْمه إلى أنّ إلحاق الأذى بالآخرين أمرٌ مرفوضٌ وينتُج عنه عواقب.
عندما يسألني طفلي لماذا نعتذر؟
1- الاعتذار والاعتراف بالخطأ يخفّف عنّا المشاعر السّلبية، مثل: القلق، التّوتّر، الشّعور بالذّنب نتيجة تصرّفنا. ويخفّف من مشاعر الغضب، الحقد والعدوانيّة لدى الآخر.
2- عندما نقوم بالاعتذار فإنّنا نوطّد علاقتنا مع زملائنا، وننشر قيمًا جديدةً مثل المحبّة والتّقبّل.
3- الاعتذار يدلّ على أنّنا نثق بأنفسنا ونتقبّل أخطاءنا، فنحن فَهِمْنا أنّ تصرّفنا كان خاطئًا وراجعنا أنفسنا وعوّضنا عنه بالطّريقة الصّحيحة. هنا، أيضا نكون قدِ استخدمنا مهارة حلّ المشاكل.
كيف نعزّز قدرة الطّفل على الاعتذار؟
- نشرح للطّفل أنّ سلوكنا الخاطىء قد أذى أو أزعج الآخرين منّا، وسوء التّفاهم هذا يجب أن يتوضّحَ ونحلَّه عبر الاعتذار وشَرْح موقفنا.
2- نكون مثالًا للطّفل، لأنّه يتأثّر بسلوكيّاتنا. أحيانًا عبر موقفٍ حصل معنا كأن نكونَ قد أخطأنا، أو قمنا بتصرّفٍ غير مناسبٍ، فنبادر بالاعتذار. منَ المهمّ أن ننقلَ إلى الطّفل ثقافة تحمُّل مسؤوليّة أفعالنا وأقوالنا.
- يُمكننا استخدام القصّة أوِ الأفلام العائليّة الّتي تحكي عنِ الاعتذار والتّسامح، عبرها يستنتِج الطّفل الرّسالة الّتي نريد تمريرها، ونناقش ما سمعناه، قرأناه أو رأيناه، ونُتيح المجال له حتّى يعبّرَ عن رأيه وأفكاره.
4- لا نجبِر الطّفل على الاعتذار، نعتمد المناقشة والحوار ونحاول إقناعه بالأمثلة. عندما نحترم الطّفل، يتعلّم أن يحترمَ نفسه والآخرين. فَلْنتذكّرْ أنّ العنف لا ينفع بأيّ موقفٍ.
5- هناك أشكالٌ عدّةٌ منَ الاعتذار، قد نقوم بتصرّفٍ لطيفٍ مثلًا، كأن نساعد في إنجاز أمرٍ ما، أو قد نجلب هديّةً صغيرةً، مثل: كتاب أو لعبة، أو قد نكتفي باعتذارٍ صادقٍ مع عناقٍ حارٍّ!
تذكِّر «أرجوحة» بأنّ الخطأ واردٌ، ولكن منَ المهمّ أن نعوِّضَ عنه بالتّصرّف الصّحيح!