نتابع في هذه المادّة عرض اللّائحة بأبرز الخرافات المُتداوَلة حول الموضوع،
مع التّوضيحات الموثوقة بشأنها.
حيث كنّا قد بدأنا بالحديث عنها في جزءٍ سابقٍ
1- "كُثُر هنّ النّساء غير القادرات على إنتاج الحليب".
ربّما سمعتِ مرارًا عن نساءٍ ينتظرْنَ بفارغ الصّبر حلول اللّحظات الأولى بعد الولادة، من أجل أن يعرفْنَ إذا ما هنّ قادراتٍ على الإرضاع أو لا. لكنّ مشاكل الرّضاعة نادرةٌ أصلًا، وبفضلها البشريّة مستمرّة منذ عصور.
2- "يُعَدُّ حليب بعضهُنّ خفيفٌ، فلا يُشبِع الرّضيع".
من الخطأ الاعتقاد أنّ حليب أمٍّ يختلف عن حليب غيرها من ناحية الدّسامة؛ فالحليب الأموميّ ذو نوعيّةٍ ممتازةٍ دائمًا، ويتناسب مع احتياجات الطّفل الّتي تختلف وِفق مراحل نموّه.
3- "إنّ الاستمرار بإرضاع المولود، بعد بلوغه الـ 6 أشهُرٍ، لا يُفيده بشيءٍ".
توصي "منظَّمة الصّحّة العالميّة" باعتماد الرّضاعة الحصريّة مع كلّ مولودٍ جديدٍ، حتّى أوّل نصف سنة من عمره، لاحتواء حليب الأمّ على العناصر الغذائيّة الضّروريّة كافّةً. توصي "المنظَّمة" أيضًا بإدخال الطّعام تدريجيًّا للصّغار، بعد العمر المذكور، لأنّ الحليب الأموميّ يبقى مصدر الغذاء الأكثر أهمّيّة، حتّى عمر السّنة. كما توصي "المنظَّمة" بمتابعة الرّضاعة لمدّة عامين أو أكثر، لأنّها تؤمِّن المناعة والشّعور بالطّمأنينة للطّفل، كلّما طالت مدّتها.
4- "على المُرضِعة غَسْل الحلمات، قبل كلّ رضعةٍ".
هذا غير ضروريٍّ، فالثّدي يفرز موادَّ ذات رائحةٍ مألوفةٍ للمولود، تساعده على تحديد مكانه عبر الشّمّ، عند الجوع. إضافةً إلى هذا، فإنّ البكتيريا الجيّدة الموجودة على بشرة الثّدي ترطبه على الدّوام وتُسهِم في بناء وتقوية جهاز مناعة الطّفل.
5- "تؤدّي الرّضاعة اللّيليّة إلى تسوُّس أسنان الطّفل".
قد ينطبق القول على تناوُل الحليب الصّناعيّ، من الزّجاجة. أمّا في حال الرّضاعة الطّبيعيّة، فيتحكّم الطّفل بشفط الحليب ثمّ يبلعه لاإراديًّا، ولو في أثناء النّوم. هكذا، لا يتجمّع السّائل داخل فمه، ولا يؤدّي إلى أيّ ضررٍ.
يتهيّأ جسمكِ للرّضاعة منذ بداية الحمل،
فيبدأ بإنتاج الحليب ليكونَ جاهزًا لطفلكِ مباشرةً عند الولادة.
ثِقي به!