تؤدّي وسائل التواصل دورًا كبيرًا في تعميق هذا الشعور بالضغط، من خلال ما تُظهره من أنماط حياة مثالية ومُترفة، تُعرض بطريقة تحمل مقارنة.
كيف ذلك؟
- صور الرحلات، والأنشطة، والمشتريات، تُقدَّمها على أنّها مسلّمات ولا بد منها وهي الأمر الطبيعي، مما يجعل من لم يتمكّنون من توفيرها لأولادهم يشعرون وكأنّهم خارج "النسخة الجيّدة من الأبوّة أو الأمومة". لكن ما لا يُعرض غالبًا هو ما وراء الصورة: التكاليف، الضغوط، التعب، أو حتى الديون التي قد تقف خلف هذه الواجهة اللامعة.
- قد نقارن أنفسنا بأهل آخرين، وقد يشكّلون ضغطًا بالنسبة لنا، وقد نشعر بالخجل من التحدّث عن عدم قدرتنا على تأمين اشتراك طفلنا في ناد صيفي، أو التخطيط لرحلات منوّعة. لا تقلقلوا الكثير من الأهل يحملون الأعباء نفسها ولكنهم أيضًا قد يواجهون صعوبة في إجراء هذا الحديث.
ما الذي يتذكّره الأطفال فعلًا؟
من المهم أن توقّف هنا ونسأل أنفسنا:
- هل يتذكّر الأطفال بالضرورة تفاصيل الأنشطة التي قاموا بها؟ هل يحصون عدد المصايف أو حجم الإنفاق؟
الواقع أنّ ما يبقى في ذاكرتهم لا يرتبط دائمًا بما هو مادّي.
- قد يتذكّر الطفل لعبة اخترعها مع والده في البيت، أو وقتًا طويلًا قضاه معه بلا هاتف، أو وجبة بسيطة أعدّها له بحب، أو نزهة خفيفة بلا تكلّف.
- ما يرسخ في الذاكرة غالبًا هو الحضور، والاهتمام، واللحظات التي شعر فيها الطفل بالأمان والانتباه.
وهنا تكمن المفارقة: ما يظنّ الأهل أنّهم قصّروا فيه، قد لا يكون هو ما يحتاجه طفلهم حقًا.
أن نكون أمهات وآباء لا يعني أن نكون قادرين على تحقيق كلّ شيء، ولا يعني أن نلبّي كل توقّع، ولا أن نحوّل كلّ صيف إلى تجربة نوعية. يكفي أن نكون حاضرين، بقدر استطاعتنا، أن نحبّ من دون شرط، ونتستمع من دون معايير تحدّد قدر هذا الاستمتاع. الصيف ليس اختبارًا، والوالدية ليست منافسة. وبالتأكيد العطل الطويلة، أو أي ظرف مؤقت ليس مقياسًا لقيمتنا كأب أو أم.