يعلو صوت أطفالنا من الغرفة المجاورة فنسأل أنفسنا بإحباط : «لماذا لا يتّفقون معًا؟»، «لماذا لا يلعبون معًا؟»... على الرّغم من أنّ بعض التّنافس صحّيٌّ وطبيعيٌّ، فإنّ أمر معالجته قد يكون مرهقًا أحيانًا لنا كأهلٍ.
لذلك، حضّرت لكم «أرجوحة» بعض الاستراتيجيّات الفعّالة لتشجيع التّناغم بين الأشقّاء.
ما هي أسباب التّنافس بين الأشقّاء؟
- التّمييز: شاطر، ذكيّ، سريع، محبوب... أيّ عبارة نستعملها لأحدهم نُشعِر الآخر أنّه عكسها. فإذا كان هو السّريع، فذلك يعني أنّني بطيءٌ.
- عدم تخصيصنا وقتًا كافيًا لكلّ طفلٍ على حدة يُعَدّ سببًا مباشرًا للصّراع في محاولة للَفْت النّظر.
- التّدخّل المباشر واتّخاذنا دَوْر الحَكَم لحلّ المشاكل واقتراح الحلول، وذلك يؤدّي دائمًا إلى شعور أحد الأطراف بغياب العدل وتفضيل الآخر.
فهل يعني ذلك أن نقفَ مكتوفي الأيدي؟ بالطبع لا! بإمكانكم اللّجوءُ إلى هذه الاستراتيجيّات.
خطوات حلّ النّزاعات:
- نعطي الطّفل فرصةً لحلّ الخلاف بنفسه أوّلًا، فذلك يساعده على تطوير هذه المهارة.
- في حال لم يصلِ الطّفل إلى نتيجةٍ مُرْضيةٍ، مثلًا خسارته في أثناء اللّعب فيكون العراك النّتيجة. لذا، ننتظر هدوء الأجواء حتّى نتدخّلَ ونستمعَ إلى الأطراف؛ وبذلك نمهّد الطّريق حتّى يلاحظوا المشكلة ويجدوا الحلّ لاحقًا.
- نطلب إلى الطّفل اللّجوء إلى وقتٍ مستقطعٍ ريثما يشعر بالاستعداد، ونطمئنه أنّنا سنستأنف المفاوضات عندما يكون الجميع مستعدًّا للمناقشة بهدوءٍ.
- نتجنّب إصدار الأحكام أوِ اللّوم حتّى لو كنّا متأكّدين من هويّة الطّرف الّذي بادر بالاعتداء، بل نعمل على تبديد المشاعر السّلبيّة من خلال تشجيع التّعبير واستخدام لغة الأنا: أنا أشعر بـ... أنا غاضبٌ لأنّ...
- نتجنّب إجبار الطّفل على مشارَكة مشاعره وآرائه في حال لم يرغبْ في ذلك، نعمل معه على سَنّ قواعدَ واضحةٍ للاستعارة بشكلٍ يُرضي الجميع. مثلًا: «إذا كنتَ تريد أن تأخذَ لعبتي يُمكنك أن تُحضِرَ لعبةً أُخرى لنتبادل».
- نشجّع انتظار الدَّوْر في الحياة العمليّة كما من خلال اللّعب، فلا نسارع إلى تلبية طلبات الطّفل فورًا ولا بأس إذا تذمّر من ذلك.
قد يبدو أنّ الخلافاتِ بين الأشقّاء ستدوم إلى الأبد، لكنّها مرحلةً طبيعيّةً يمرّ فيها الإخوة في كلّ عائلةٍ. مع الصّبر والتّدريب تزداد خبرات أطفالنا في تناوُل الخلافات.