كما وسبق أن ذكرنا في المقال السّابق العوامل العضويّة الّتي قد تسبّب تأخُّرًا في اكتساب اللّغة المحكيّة عند الأطفال.
في هذا المقال سوف نوضِح العوامل البيئيّة الّتي يُمكن تفاديها أو تغييرها لصالح الطّفل والعائلة عمومًا.
1- الاستخدام المكثّف للشّاشات:
تعريض الطّفل للشّاشات في أوّل سنتَيْن من حياته، أوِ الإفراط في استخدام الشّاشات يُعّدّ سببًا لتأخُّر الأطفال في التّواصل وفي اكتساب اللّغة المحكيّة.
فالشّاشات لا تسمح للطّفل اكتساب مبدأ التّواصل وتعوِّده على التّلقّي فقط. وبالتّالي، تحدّ من التّشبيكات في خلايا الدّماغ وتغيّر من طبيعتها.
2- غياب التّحفيز اللّغويّ:
لا نستطيع أن نتعلّمَ لغةً جديدةً والتّعبير عن أنفسنا باستخدامها إن لم نتعرّضْ لسماعها بشكلٍ دائمٍ ومتواصلٍ. الفكرة نفسها تنطبق على الطّفل. فالطّفل الّذي لم يتعرّضْ لسماع اللّغة المحكيّة بشكلٍ كافٍ قد يتأخّر في اكتسابها.
3- التّكلّم بلغة الأطفال:
بعض من الأهل يعتقد أنّ الطّفل لا يستطيع فَهْم الكلمات والجُمَل والعبارات فيستبدلونها بكلماتٍ مبسّطةٍ تُعرَف بـ «baby talk». مثلًا، جملة: «ما تحطّ إيدك على النّار حتّى ما تحرقها» تُستبدَل بكلمة «أح» أو «دو»، وجملة: «عم صبّلك بالصّحن أكلة كتير بتحبّها» تُستبدَل بكلمة «نم نم»...
وهكذا، يعتاد الطّفل على استخدام تلك الكلمات المبسّطة ويتأخّر في تطوير المخزون اللّغويّ وقدرته على فَهْم الجمل وتكوينها.
4- عوامل نفسيّة:
وهي تلعب دورًا أساسيًّا في النّموّ الشّامل للطّفل وليس فقط على تطوُّر اللّغة. فالمشاكل والتّوتّر الدّائم بيننا كأهلٍ، الضّغوطات، الاكتئاب، عدم وجود الاستقرار، الصّدمات، وعدم القدرة على تأمين الرّعاية والتّربية في آنٍ معًا وغيرها من المشاكل تؤثّر بشكلٍ مباشرٍ في النّموّ الذّهنيّ عند الأطفال وصحّتهم النّفسيّة، وبالتّالي قد تؤثّر في تطوُّر اللّغة.
نتذكّر دائمًا أنّ الأطفال الّذين قد بلغوا سنّ السّنتَيْن، ويستخدمون أقلّ من خمسين كلمة، ولا يعبّرون بجُمَلٍ بسيطةٍ تتألّف من كلمتين؛ من الأفضل عَرْضهم على طبيب الأطفال الّذي بدوره قد يحوّل الطّفل إلى اختصاصيّ(ة) النّطق ويطلب تخطيطًا للسّمع.