Instagram Facebook YouTube

عندما تتحوّل الإجازة إلى موسم إنفاق لا ينتهي. 

مع بداية الإجازة الصيفية، يفترض كثيرون أنّ الموسم سيكون فترة راحة وخفّة ومرح، لكن الواقع الذي يعيشه كثير من الأهل يختلف تمامًا عن هذه الصورة الوردية.

فهذه الفترة تأتي معها قائمة طويلة من الالتزامات المالية، وتوقّعات غير معلنة، وصراع داخلي لا يهدأ.

في هذا المقال، نقف عند هذه الضغوط التي قد لا يتحدّث عنها الأهل، وأحيانًا قد لا ينتبهون إلى أنّهم يرزحون تحتها، لكنّها حاضرة في تفاصيل حياتهم اليومية، بخاصّة حين يبدأون بلوم أنفسهم لأنّهم لا يستطيعون تقديم "صيف مثالي" لطفلهم.

الصيف والضغوط الماليّة على الأهل

يتوقّع المجتمع، والمعلنون، ووسائل التواصل، أنْ يحمل الصيف معه قدرًا من الترفيه، والأنشطة، والرحلات، وحتى السفر. وهذه التوقّعات تُتَرجم في حياة الأسرة إلى مصاريف إضافية. تزداد الضغوط على الأهل ويشعرون أنّ عليهم "توفير كلّ شيء" لأطفالهم.

ما الذي يحدث فعلًا خلال الصيف؟

  • في الواقع، لا تتناسب ميزانيّات كثير من الأسر مع هذه المتطلّبات الاستهلاكية المتزايدة، خصوصًا في ظلّ الظروف الاقتصادية الصعبة والمتغيّرة. ويترتّب على ذلك مصاريف مالية إضافية، من دون مدخول إضافي.

 

  • مع بداية الصيف، يتوقّف الأطفال عن الذهاب إلى المدارس، لكن الالتزامات اليومية والمالية للأهل لا تتوقف أبدًا. كما أنّ الكثير من الأهل يستمرّون في تسديد الأقساط المدرسية، ويقتطعون مبلغًا شهريًا لتسديد أقساط العام التالي.

 

  • تظهر فجأة قائمة طويلة من المصاريف الإضافية التي تشمل النوادي الصيفية، والرحلات، وأدوات السباحة، والألعاب، والملابس الموسمية. ومن الطبيعي ألّا يستطيع الأهل تأمينها جميعها. 
  • تفرض العطل الطويلة نزهات إضافية: الخروج البسيط مع العائلة يتحوّل إلى نشاط متكرّر ومكلف بسبب تكراره طوال فترة الإجازة. في أحيان كثيرة، قد يجد الأهل صعوبة في تأمين مصاريف رحلة واحدة، وهذا ليس معيبًا أو غريبًا بل ببساطة طبيعيًا. فالأوضاع المادية تختلف من عائلة إلى أخرى، وبطبيعة الحال تختلف أيضًا قدرة كلّ عائلة على الاستهلاك.

 

أمام هذه الوقائع، من المهم أن نذكّر أنفسنا كأهل بالتالي:

  • لا يُمكن لأيّ شخص أن يوفّر وقتًا لا نهائيًا من المرح والرفاهية، من المهم أن ندرك هذه الفكرة قبل أن نُقنع طفلنا بها.

 

  • الأهم هو أن نقضي وقتًا مع طفلنا ونتواصل معه بعيدًا عن الشاشات. وتذكّروا بأنّ أي نشاط مهما كان نوعه، لا كلفته ولا مدى تكراره يحدّدان أهمّيته.

حين نُحرّر أنفسنا من المعايير السائدة التي يفرضها علينا المجتمع الاستهلاكي، نكتشف أنّ الكثير من المرح قد يكون في البساطة، وأنّ ما نبنيه بعيدًا عن ضغوط المجتمع ووسائل التواصل الاجتماعي قد يدوم أكثر ممّا نحاول تغطيته بمصاريف مرهقة.

 

 

الكاتب
ريم عثمان

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم