من الطبيعي أن تثير التحوّلات القلق لدينا، ولكن من المهم أن نفهم أسبابه حتى نستطيع معالجته وحتى لا يعوقنا عن القيام بدورنا كأهل. في هذه المقالة سنتناول الأفكار أو المخاوف التي قد تنتاب الأهل والتي قد تؤدّي إلى منعهم من القيام بدورهم في التربية الجنسية.
1. "المعرفة قد تحفّز الفضول والتجربة"
قد يعتقد الأهل أنّ المعرفة تزيد الفضول لدى الطفل ما يدفعه إلى القيام بتجارب جنسية. ولكن يحدث العكس حين نقدّم للطفل التربية الجنسية المناسبة. فعندما نعلّم الطفل عن جسده وأجزائه وحدوده الخاصة، فإنّنا نحميه لأنّها تمنحه وعيًا بما هو مقبول وما هو غير مقبول وما هي التصرفات التي قد تسبّب له الأذى من الآخرين سواء أطفال أو بالغين. أما عندما نشعر الطفل أنّ أسئلته "عيب" أو "غير مسموح بها" سنزيد من فضوله وقد يلجأ حينها إلى مصادر معلومات غير موثوقة أو وقد يلجأ حينها إلى الإنترنت حيث قد يقع على مصادر غير موثوقة، أو قد يلجأ إلى أصدقائه أو أشخاص آخرين قد يعطونه معلومات مغلوطة. .
2. "لا يزال صغيرًا على مثل هذه الأمور"
قد يظنّ البعض من الأهل أنّ التحدّث مع الطفل عن جسده وخصوصيّته قد يجعلنا نستبق ما هو مناسب عمره، أو أنّ التحدث مع الطفل عن جسده أو خصوصيّته يهدّد "براءة سنّه"، في حين أنّ التوعية المناسبة لعمر الطفل تحميه من التحرّش أو الاستغلال، وتجعله أكثر وعيًا لجسده وحدوده مع الآخرين.
3. الخوف من تعارض التربية الجنسية مع القيم الدينية أو الأخلاقية
قد يخاف البعض من أن تخاالف التربية الجنسية المبادئ الدينية أو الأخلاقية أو العادات المجتمعية. إلّا أنّ التربية الجنسية لا تعني تعليم الطفل ممارسة العلاقات الحميمية، بل تعني غرس مفاهيم مثل احترام جسده وجسد الآخر، والخصوصية، والوعي بجسمه وأجزائه. وهي كلها تتماشى مع القيم الدينية والأخلاقية ولا تتعارض معها.
4. الخوف من الإحراج
قد يشعر كثير من الأهل بعدم الارتياح عند التحدّث عن مواضيع جنسية مع طفلهم، أو عند الإجابة عن أسئلته، إمّا لخجلهم، أو لأنّهم لم يعتَدوا مثل هذا النوع من الحوار في طفولتهم. وقد يظنّون أنّ الطفل سيُفاجأ أو ينفر من الحديث، أو ببساطة قد يعتقدون أنّ الموضوع غير مناسب لعمره فيتجنّبونه تمامًا. وهذا ما قد يدفع الطفل إلى اللجوء إلى مصادر خارجية غير آمنة. تذكّروا أنّكم كنتم يومًا في سنّ طفلكم، وكانت لديكم استفساراتكم الخاصة، وكنتم بحاجة لمن يجيبكم عنها.
5. الخوف من الأسئلة الإضافية
قد يظنّ البعض أنّ الحوار المفتوح مع الطفل سيؤدّي إلى مزيد من الأسئلة. وبالنسبة للبعض قد يعني ذلك المزيد من الاحراج. صحيح أنّ الطفل فضولي ويحب الاكتشاف، ولكن أسئلته لن تكون بالتعقيد الذي نتوقّعه، من المهم أن نكون صادقين مع الطفل، أن نستخدم لغة بسيطة وسهلة. تذكّروا أنّ هناك الكثير من المواضيع التي سنتحدث فيها مع الطفل وسيسألنا عنها، لن تنحصر أسئلته بالجنس فقط!
6. الخوف من عدم القدرة على الإجابة
يشعر بعض الأهل بعدم الثقة من أن يعرفوا كيف يجيبون على الأسئلة الصعبة التي قد يطرحها طفلهم بطريقة مناسبة. وربما قد يتخيّل البعض منّا سيناريوهات عن كيفية قيامهم بذلك، ويتخيّلون نتائج كارثية. صحيح أنّ هذا الخوف طبيعي، لكنه لا يعني عدم القيام بهذه المهمة، أو التهرّب منها. إذا كنّا لا نملك المعلومات الكافية، يمكننا البحث والتعلّم أكثر حول هذه المواضيع كونها بالغة الأهمية، ويمكن البدء بأبسط المعلومات. يمكننا أن نتدرّب أيضًا على كيفية القيام بهذا الحوار، سيساعدنا ذلك بأن نكون أكثر ثقة في أنفسنا!
أخيرًا، يمكنكم زيارة موقع "أرجوحة" لمعرفة المزيد. تذكّروا أنّ الوالدية لا تعني النجاح دائمًا، قد يتخلّلها صعوبات وعقبات. الوالدية هي تدرّب مستمر، نتعلّم فيه من أخطائنا.