يتوقّع المجتمع، والإعلانات، ووسائل التواصل، أن يحمل الصيف معه قدرًا من الترفيه، الأنشطة، الرحلات، وحتى السفر. وهذه التوقعات تُترجم في حياة الأسرة إلى مصاريف إضافية. حين يشعر الأب أو الأم بأنّهما لا يستطيعان توفير كلّ ما يُتوقّع منهما، يخرج صوت داخلي قاسٍ، يبدأ بالمحاسبة واللوم:
"لماذا لا أستطيع تأمين ما يحتاجونه؟"
"هل سيشعرون بالحرمان؟"
"هل أبدو أمامهم أقلّ من الآخرين؟"
- هذه الأسئلة:
- تنبع من حبّ صادق، لكنّها تتحوّل إلى ضغط خفيّ.
- لا تُقال غالبًا، لكنها تؤثر على المزاج، والراحة، والعلاقة مع الذات.
- هنا، من المهم أن نسأل أنفسنا هل هذه الأفكار منطقية؟
- عدم قدرتنا على تأمين كلّ ما يرغب فيه الطفل، لا يعني أننا أهل سيّئون، أو أنّنا فشلنا في دورنا. من المهم أن نفصل بين "الظرف" و"القيمة الشخصية". العجز عن تلبية كلّ شيء لا يعني أنّنا غير كافين كأهل. من المهم أن نشرح للطفل هذه الفكرة.
- هذا النوع من جلد الذات لا يرتبط دائمًا بالواقع، بل بالرغبة الصادقة في ألّا يُحرم الأبناء من شيء، وبالخوف من أن تُفهم بعض القيود المادية على أنّها إهمال أو تقصير. وقد يحدث ذلك حتى حين يبذل الأهل أقصى ما في وسعهم. وهذا ما يجعل الضغط النفسي صامتًا ومضاعفًا؛ لأنّه يحدث في الداخل، بلا اعتراف أو تفهّم من المحيط.
تذكروا، الصيف ليس اختبارًا، والوالدية ليست منافسة. وبالتأكيد العطل الطويلة، أو أي ظرف مؤقت ليس مقياسًا لقيمتنا كأب أو أم.