قد يعتقد البعض أنّ التّربية الإيجابيّة هي فضفاضةٌ، تفتقِد إلى الحدود والقوانين وتقوم على تأمين كلّ ما يرغب فيه الطّفل، لكنّها عكس ذلك تمامًا وهي تعتمد بالأخصّ على المشارَكة الفعّالة لكلّس من الأمّ، الأب والطّفل في هذه العمليّة. ولا يُمكن المباشرة بها من دون وَضْع أُسسٍ متينةٍ للتّواصل الفعّال والاحترام المتبادَل.
إليكم هذه الخطوات العمليّة لضمان نجاحكم في التّربية الإيجابيّة:
- نخصّص وقتًا نوعيًّ لكلّ طفلٍ على حدة: تحديد 10 إلى 15 دقيقة مع كلّ طفلٍ على حدة يقضيها كلٌّ من الأمّ والأب بشكلٍ منفردٍ مع الطّفل للتّحدّث معًا عن اهتمامات الطّفل ومشاعره. بدل من اقتراح الألعاب والأحاديث يُطلَب إلى الطّفل تحديد ماذا يريد أن يفعلَ في هذا الوقت الخاصّ، ويُحَثّ على طَرْح الموضوعات. الوقت النّوعيّ يقوده الطّفل بعد توضيح الشّروط: كعدم مغادرة المنزل مثلًا.
- نقدّم نموذجًا عن الاحترام: استمِعوا إلى آراء طفلكم مهما بدت سخيفةً، وشارِكوه بالحلول بدلًا من فَرْضها عليه.
- نراعي عدم التّمييز بين الأطفال: لا يُخفى أنّه في بعض الأحيان نميل إلى الطّفل الأكثر تعاونًا، الطّفل الأهدأ أو حتّى ذلك الأصغر سنًّا ما يؤدّي إلى إشعال فتيل الغيرة والتّمرّد، وبالتّالي لا يخدم الأهل في تطبيق التّربية الإيجابيّة. بناء عليه عدم التمييز في تطبيق الحدود على الأطفال ضروري.
- نحدّ من التّدخّل بين صراعات الإخوة: تشجيع الإخوة على حلّ خلافاتهم بأنفسهم. يُضَع مقدِّمي الرّعاية خارج صراع القوّة ومحاولات لَفْت النّظر، ويعلّم الطّفل مهاراتِ التّفاوض والمناقشة البنّاءة. يبقى على الأمّ والأب تحديد القوانين والتّوقّعات مسبقًا.
- نحدّد وقتًا خاصًّا لنا: قد ينغمس الأب والأمّ في التّربية الإيجابيّة الفعّالة وفي استثمار كثيرٍ من الوقت مع الطّفل. لذلك، تنصحكم «أرجوحة» بتخصيص وقتٍ لكم لاستعادة طاقتكم!
تذكَّروا دائمًا أنّ النّمذجة هي أنجح أسلوبٍ للتّعليم! فالطّفل يتعلّم من خلالنا. يراقب الطّفل أفكارنا، مواقفنا وتصرّفاتنا ويتماهى بها.