الخجل شعورٌ يولَد مع الإنسان، ومنَ الطّبيعيّ أن تظهرَ ملامحه على الطّفل في بعض المواقف. وعلى الرّغم من كَوْن الخجل شعورًا طبيعيًّا إلّا أنّه ولا شكّ قد يتسبَّب في بعض الانعكاسات الّتي لا نرغب في وجودها والّتي قد تترك أثرًا سلبيًّا في الطّفل.
لذلك، قد يجد الأهل صعوبةً أحيانًا للتّمييز بين الحدّ الطّبيعيّ للخجل والحدّ الّذي يتطلّب إلينا تدخُّلًا.
تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعةً منَ الإرشادات الّتي تساعدكم على التّمييز بين أنواع الخجل ومتى يتطلّب ذلك إلينا التّدخّل:
- عندما يُصبح الخجل عائقًا أمام تحقيق الأهداف والإنجازات، مثلًا إذا شعر الطّفل بصعوبةٍ بالغةٍ في أثناء الطّلب إلى المعلّمة الذّهاب إلى المرحاض. أو إذا رَفَضَ المشارَكة في مشروعٍ مدرسيٍّ، فقط لأنّه لا يُحبّ التّقديم أمام زملائه في الصّفّ، قد يحرمه ذلك منَ التّجربة في مجالٍ هو يبرع فيه.
- نلاحظ خروج الخجل عن حدّه الطّبيعيّ إذا دفع بالطّفل إلى تجنُّب اللّقاءات والزّيارات أو حتّى مغادرة المنزل. مثًلا قد يرفض زيارة الجيران والأقارب والمشارَكة في الأندية الرّياضيّة والأنشطة الخارجيّة...
- إذا لاحظنا ظهور الأعراض الجسديّة للخجل بشكلٍ كبيرٍ عند الطّفل في خلال المواقف المثيرة للخجل، فهذا يعني أنّنا منَ الأفضل التّدخّل لمساعدته. ومن هذه الأعراض: احمرار الوجه، الرّعشة في الأطراف، الرّعشة في الصوت، التّعرّق...
- التّعلّق الشّديد في الأهل في خلال تواجُد الطّفل في مواقفَ مثيرةٍ للخجل، كأن يرفض الطّفل المشارَكة في نشاطٍ معيّنٍ إلّا بوجود أمّه إلى جانبه، أوِ امتناعه عنِ الكلام والطّلب إلى الأهل أن يتكلّموا بالنّيابة عنه.
- تأثير الخجل على ثقة الطّفل بنفسه، فإذا لاحظنا تغييرًا في تقدير الطّفل لنفسه هذا يعني أنّه في حاجةٍ إلى مساعدةٍ. يُمكن للموقف المثير للخجل أن يبعثَ لدى الطّفل رسائلَ غير واقعيّةٍ عن نفسه، فيرى أنّه غيرُ قادرٍ على الإنجاز ولا يستحقّ التّقدير وأنّه غيرُ جديرٍ بالمشارَكة والنّاس لن تتقبّلَ كلّ ما يقوله...
تحديد المواقف الّتي تثير الخجل وملاحظة ردّات الفعل تُجاهها من قِبَل الطّفل يعتبَران الخطوة الأولى للتّدخّل الصّحيح وتقديم المساعدة المناسِبة.
