في ظلّ الحروب والكوارث الطبيعية، وسط خطر حصول نقص أو انعدام في مصادر الغذاء، تصبح الرّضاعة الطبيعية خطّ دفاع أساسيّ يضمن استمرار الحياة للطّفل. فإضافةً إلى كونه المصدر الأمثل لتغذية الرّضيع، يمنح حليب الأمّ الحماية المناعية للطّفل، والاستقرار النفسي والعاطفي. في هذا المقال، توضح "أرجوحة" أهمّية الرّضاعة في تلك الظروف.
مع ازدياد القلق والتوتّر بسبب الأوضاع المحيطة بنا، تزداد همومنا همًّا عندما نفكّر في كيفية تأمين الغذاء المناسب للطفل. فالنزاعات والكوارث الطبيعية تُهدّد الأمن الغذائي للمجتمعات وذلك بسبب ما تسبّبه من صعوبة أو استحالة في الوصول إلى الغذاء والمياه النظيفة. يتأثر الرُّضّع والأطفال بالأزمات بشكل أكبر إذ يزداد خطر إصابتهم بالجوع وسوء التغذية والأمراض، ما قد يترك لدى الطّفل أثرًا سلبيًّا طوال حياته، وأحيانا قد تؤدي هذه الظروف القاسية الى الوفاة.
بالتالي، في ظلّ نقص الموارد، تكون الرّضاعة الطبيعية الحلّ الأكثر استدامة إذ تضمن استمراريّة التغذية المتكاملة حتى في أصعب الظروف ومن دون الحاجة إلى أيّة موارد إضافية مثل المياه النظيفة التي قد تكون ملوّثةً أو حتى غير متاحة.
لذلك من المهمّ في هذه الظروف الصعبة، أن تعلم الأمّهات أنّ حليبهنّ هو الأكثر أمانًا للطفل وهو كلّ ما يحتاج إليه الطفل في الأشهر الستّة الأولى من حياته. فيؤمّن هذا الحليب قسمًا كبيرًا من الحاجات الغذائية للرضّع الأكبر عمرًا أيضًا وقد يكون الخيار الوحيد المتاح في ذروة الكارثة. كما يوفّر الحماية المناعية للطفل مهما كان عمره والتي تعدّ أساسية في النزاعات أو الكوارث مع ازدياد خطر إصابته بالأمراض مثل الإسهال وغيره وفي ظلّ غياب الخدمات الطبية. تساهم الرّضاعة الطبيعية أيضًا في تقليل التوتّر والقلق لدى الطفل، مما يمنحه شعورًا بالأمان والاستقرار الذي يحتاج إليه بشدّة وسط الفوضى. تساعد الرّضاعة أيضًا النساء على التّعافي بعد الولادة، وتحفّزهنّ على الاسترخاء ولو للحظات مع الطفل بفضل هورمونات الرّضاعة التي تساعدنا أيضًا على توطيد الاتّصال بالطفل.
ختامًا، تتمنى "أرجوحة" للجميع السلام والأمان وتذكّر بأنّه في الأوقات التي ينعدم فيها الاستقرار وتزداد التحدّيات، تبرز الرّضاعة الطبيعية كطوق نجاة للطفل.
