خلال الفصل الرابع من الحمل أي فترة ما بعد الولادة، تحتاج الأم إلى مزيج من الراحة والنشاط التدريجي. تشير الدراسات العلمية إلى أنّ ممارسة الرياضة بشكل آمن بعد الولادة تُسهم في تحسين التعافي الجسدي والنفسي، وتمنح الأم طاقة إضافية لمواجهة متطلّبات العناية بالرضيع.
سنتعرف معًا على فوائد الرياضة بعد الولادة.
من الناحية الجسدية:
تعزيز صحّة القلب والدورة الدموية: يساعد النشاط البدني المعتدل، مثل المشي السريع أو التمارين الهوائية الخفيفة، على تحسين اللياقة العامّة وتقليل خطر الجلطات الدموية التي قد يزيد احتمال حدوثها بعد الحمل.
تقوية عضلات الحوض والبطن التي قد تضعف نتيجة الحمل والولادة، حيث تؤدّي الرياضة دورًا مهمًّا في ذلك. فتمارين "كيجل" على سبيل المثال تدعم التحكّم بالعضلات وتخفّف من مشاكل سلس البول. أمّا التمارين الموجّهة إلى عضلات البطن العميقة فتساعد على استعادة التوازن الجسدي وتخفيف آلام أسفل الظهر.
من الناحية النفسية:
تُظهر الأبحاث أنّ النشاط البدني يُحفّز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يساهم في تقليل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة وتحسين المزاج والنوم، حيث تمنح الأم شعورًا بالراحة والاسترخاء.
مع ذلك، يشدّد الأطباء على أهمّية التدرّج والاعتدال. فعادةً ما يمكن البدء بالمشي وتمارين التمدّد الخفيفة بعد أيام من الولادة الطبيعية والقيصرية إذا لم تحصل مضاعفات. وهنا نشدّد على ضرورة استشارة الطبيب قبل العودة إلى أيّ نوع من الرياضة ومهما كانت طبيعة الولادة.
وأخيرًا الرياضة بعد الولادة ليست رفاهية، بل جزء أساسي من عملية التعافي. من خلال اتباع برنامج تدريجي وآمن، تستطيع الأم استعادة قوّتها الجسدية، وتحسين صحّتها النفسية، والتمتّع بطاقة أكبر لمرافقة رحلة الأمومة الجد




