يمرّ معظم الأطفال بمرحلة يرفضون فيها أصنافًا غذائية معيّنة أو يطلبون تناول أطعمة محدّدة فقط. هذه المرحلة تُعرف بـ "الانتقائية في الطعام"، وهي طبيعية في النمو، لكنها قد تشكّل تحدّيًا للأهل بخاصة إذا استمرت. المهم أنْ نتعامل معها بهدوء وصبر من دون ضغط أو إجبار، لأنّ الإكراه غالبًا ما يزيد من مقاومة الطفل.
تقدّم "أرجوحة" بعض الاستراتيجيات المفيدة:
- نقدّم الطعام بشكل متكرّر وبطرق متنوّعة: قد يحتاج الطفل إلى رؤية الصنف مرّات عدّة قبل أن يقبل تذوّقه. لذا نجرّب تقديمه بأشكال أو ألوان مختلفة.
- نُشرك الطفل في التحضير: مشاركة الطفل في غسل الخضار أو ترتيب الطبق تجعله أكثر تقبّلًا لتجربة الأطعمة.
- نوفّر بيئة إيجابية أثناء الوجبات: بأن نجعل وقت الطعام ممتعًا بعيدًا عن التوتّر أو التهديد. وجود قدوة حسنة مثل الأهل الذين يتناولون الطعام الصحّي يُشجّع الطفل على التقليد.
- المرونة وتقديم البدائل: إذا رفض الطفل صنفًا معيّنًا، يمكن استبداله بخيار آخر من المجموعة الغذائية نفسها لتأمين العناصر الأساسية.
- نتجنّب الرشوة أو المكافأة بالطعام: استخدام الحلوى كمكافأة يدفع الطفل إلى ربط الطعام الصحّي بالمعاناة والحلوى بالمتعة، ممّا يزيد الانتقائية.
- الصبر والاتساق: الانتقائية غالبًا ما تكون مرحلة عابرة، ومع التكرار والهدوء يتعلّم الطفل تدريجيًا تقبّل خيارات أوسع.
ختامًا، نودّ أن نذكّر الأهل ومقدّمي الرعاية أنّ الهدف ليس إجبار الطفل على الأكل، بل مساعدته على بناء علاقة صحّية وإيجابية مع الطعام. الاهتمام بالجوّ العام للوجبة، وتقديم القدوة، والابتعاد عن الصراع، هي مفاتيح أساسية لتجاوز هذه المرحلة.