يُعدّ فيتامين "د" من الفيتامينات الأساسية التي تدعم جسم المرأة خلال فترة الحمل والولادة. وهو لا يعزز فقط صحّة العظام إنّما أيضًا يعزز المناعة وينظّم هرمونات الجسم. وتشير الدراسات إلى أنّ أيّ خلل في مستويات فيتامين "د" أثناء الحمل يرتبط بزيادة احتمال حدوث بعض مضاعفات الولادة: مثل تسمّم الحمل، سكّري الحمل، الولادة المبكرة، وصعوبة التعافي بعد الولادة.
من أبرز أدوار فيتامين "د" أثناء الحمل أنّه يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور، وهما عنصران مهمّان لتكوين عظام الجنين والمحافظة على قوّة عظام الأم. ونقص هذا الفيتامين قد يضعف عضلات الرحم ويؤثّر على كفاءتها أثناء المخاض، ممّا قد يطيل مدّة الولادة أو يزيد الحاجة إلى التدخّل الطبّي مثل الولادة القيصرية. كذلك، أثبتت الأبحاث أنّ النساء اللواتي يعانين من نقص حاد في فيتامين "د" أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وهو ما قد يتطوّر إلى تسمّم الحمل الذي يعدّ من أخطر مضاعفات الحمل والولادة.
بالإضافة إلى ذلك، يقوّي فيتامين "د" جهاز المناعة ويساهم في الحدّ من الالتهابات، ممّا يُخفّض نسبة خطر العدوى خلال الحمل وما بعد الولادة، بخاصّة التهابات الرحم أو الجرح في حالة الولادة القيصرية وشق العجان. علاوة على ذلك، بيّنت الدراسات الحديثة ارتباطًا وثيقًا بين المستوى الجيّد من فيتامين "د" وتحسين المزاج، وبالتالي انخفاض احتمال الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
حسنًا، كيف السبيل للحفاظ على مستوى مناسب من فيتامين "د" والوقاية من انخفاض مستوياته؟
تًُنصح الأم بالتعرّض لأشعة الشمس المباشرة لفترات تتراوح بين 10 و30 دقيقة خارج أوقات الذروة، وتناول الأغذية الغنية بفيتامين "د" مثل الأسماك الدهنية (السلمون والسردين)، والبيض، والأطعمة المدعّمة. في كثير من الحالات قد تحتاج الحامل أو المرضعة إلى مكمّلات فيتامين "د" التي يجب أن تُحدّد بجرعة مناسبة تحت إشراف الطبيب.
ختامًا، يمكن القول إنّ فيتامين "د" ليس مجرّد عنصر غذائي للعظام، بل هو عامل وقاية مهمّ من مضاعفات الحمل والولادة. وبالتالي يُساعد الحفاظ عليه عند مستويات طبيعية، الأم على خوض تجربة ولادة أكثر أمانًا وسلامة، ويمنحها بداية صحّية أفضل لها ولطفلها.