الأمان والشّعور بالحماية هما أساسيّان للاستقرار النّفسيّ للفرد، إلّا أنّهما في الآونة الأخيرة باتا شبه مفقودَيْن. بين الأخبار والمحادثات اليوميّة، والاحتمالات الكثيرة، نُصبح أكثر عرضةً للأفكار والمشاعر الضّاغطة والسّلبيّة، ويتقلّص أماننا النّفسيّ حتّى لو لم نكُنْ أمام حربٍ.
فإذا كنّا نفتقد الطّمأنينة والأمان، نسأل أنفسنا يُمكننا مَنْحهما إلى الطّفل؟
تشارككم «أرجوحة» هذه الخطواتِ الّتي قد تخفّف عنّا ثِقْل مشاعرنا ولو قليلًا:
- نتفهّم بدايةً مشاعرنا، طبيعتها ونحاول تحديدها: هل هي غضبٌ؟ عجزٌ؟ خوفٌ؟ قلقٌ؟ ونحاول التّنفيس عنها بطرائقَ غير مؤذيةٍ مثل: التّدخين، الإفراط في تناوُل الطّعام…
- نناقش ما نراه أو نسمعه أو نفكّر فيه أو نشعُر به، وما يقلقلنا مع شخصٍ مقرّبٍ منّا، يُصغي جيّدًا لنا، يفهمنا من دون أيّ أحكامٍ مسبقةٍ أو شروطٍ.
- نحاول تجنُّب الأشخاص الّذين يبالغون بالأخبار أو يقومون بالتّهويل، أوِ الّذين يُشعِروننا دومًا بمشاعرَ سلبيّةٍ أو مُقلِقةٍ إضافيّةٍ.
- نتفادى الإذاعات، القنوات والمجموعات الإخباريّة المفبرِكة أوِ الّتي تضخّم أخبارها. لأنّها ستُقلِقنا وتستنزفنا أكثر.
- نعود إلى روتيننا تدريجيًّا، لأنّ الرّوتين اليوميّ يحمل الأمان الينا. هذا لا يعني أنّنا نسينا القضيّة أو أنّها لم تعُدْ من أولويّاتنا.
- نفكّر في فكرةٍ مريحةٍ وسعيدةٍ، يُمكننا الخروج في الهواء الطَّلق، شراء بعض الحاجيات، تناوُل وجبةٍ نُحبّها. هذا لا يعني أنّنا لا نتذكّر ما يعانيه الشّعب الفلسطينيّ في يوميّاته.
- نأخذ استراحةً من مشاهَدة الأخبار قد تكون ساعاتٍ عدّةً، يومًا أو أكثر. لأنّ مشاهدتنا لهذه الأحداث القاسية كلّها ستترك أثرًا سلبيًّا فينا. توقُّفنا لفترةٍ عن متابعة الأخبار لا يعني أنّنا خنّا القضيّة.
- يُمكننا ألّا نتفرّجَ على المشاهِد الدّمويّة، فبعضٌ منّا قد لا يتحمِل. لا نُجبِر أنفسنا على ما يفوق قدرتنا.
أخيرًا، حتّى نستطيعَ أن نتذكّرَ مَنْ رحلوا ونناصرَ مَنْ بقِيوا، علينا أن نحيا.