كثيرًا ما يحصل أن نشرحَ للطّفل عنِ الغضب، نعرّفه إليه ونخبره أنّ هذا الانفعال ينبغي أن نضبطَه لتجنَّبَ القيام بأيّ تصرّفٍ قد يكون مؤذيًا أو مزعجًا بالنّسبة إلى الآخرين. هذا أسلوبٌ جيّدٌ لمساعدة الطّفل على ضبط الغضب، ولكنّه غيرُ كافٍ إذا لم نربطْ حديثنا مع الطّفل بتجاربَ عمليّةٍ وأمثلةٍ واقعيّةٍ من حياته. فالطّفل لا يكتسب المهاراتِ بالإرشاد وحده، بل بالتّجربة والخطأ وبالتّدرّب المستمرّ.
تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعةً منَ النّصائح والإرشادات الّتي تساعدنا على رَبْط الأثر السّلبيّ للغضب في حياة الطّفل الواقعيّة:
- نُخبر الطّفل أنّنا إذا لم نضبطِ المشاعر السّلبيّة فستترك أثرًا سلبيًّا فينا. قد نشعر بالانزعاج والتّوتّر أو ربّما قد نُصاب بالصّداع.
- الشّخص الغاضب يفقد من جماله، فلا أحدَ يُحبّ أن ينظرَ إلى شخصٍ عبوسٍ طَوال الوقت.
- الغضب الشّديد قد يشوّش على الأفكار ويمنعنا منَ التّركيز بشكلٍ جيّدٍ. وفي هذه الحال، يُمكن أن يؤثّرَ ذلك في التّعلّم في المدرسة وفي اتّخاذ القرارات...
- غالبًا نلجأ للغضب عندما نواجِه مشكلةً معيّنةً، ولكن منَ المهمّ الإشارة إلى أنّ الغضب والانفعال في معظم المواقف لا يحلّ المشكلة. مثلًا، لو غضبنا بسبب ضغط دروس المدرسة فإنّ الغضب هنا لن يخفّفَ منَ الدّروس.
- إذا كنتَ منَ الأشخاص الّذين يغضبون بشدّةٍ في أثناء اللّعب، فذلك سيجعل أوقات اللّعب أقلّ متعةً، في الوقت الّذي نتوقّع فيه أن نستمتعَ بأوقاتنا.
- أن نكونَ أشخاصًا غاضبين بشكلٍ عامٍّ يُمكن أن يُعطِيَ انطباعًا سيّئًا عن أنفسنا للآخرين. مثلًا، قد تعتقد معلّمة الصّفّ أنّ طباعي سيّئةٌ أو أنّني لا أستطيع التّواصل بأسلوبٍ جيّدٍ.
- الشّخص الغاضب حتمًا سيواجِه صعوبةً في تكوين صداقاتٍ. فالانفعالات السّلبيّة يُمكن أن تزعجَ أشخاصًا نُحبّهم، ما يجعلهم لا يرغبون في قضاء الوقت معنا.
نذكّر بأنّ اكتساب مهارة ضبط الغضب يحتاج إلى فترةٍ منَ التّدرّب ومتابَعةٍ مستمرّةٍ منَ الأهل. كما ومن المهمّ أن نعلّمَ الطّفل السّلوك الإيجابيّ البديل عنِ الانفعال والغضب في أثناء المناقَشة عن موضوع الغضب، لأنّ المشكلة أحيانًا تكمن في أنّ الطّفل لا يعرف طريقة التّواصل الصّحيحة، ولا ننسى دائمًا أنّنا كأهلٍ نموذجٌ يتأثّر به الطّفل ويكتسب منه السّلوكياتِ وردود الفعل.
