Instagram Facebook YouTube

كيف نتعامل مع مرض الطّفل المزمن؟

لا شكّ أنّ المرض قد يؤثّر سلبًا في الطّفل وقد يسلب طاقته ويقلّل من تفاعُله مع الآخرين، وينتج عنه ميلٌ للانعزال عنِ الآخرين. في حال المرض المؤقّت، يحتاج الطّفل إلى الرّعاية والاهتمام حتّى يُشفى. أمّا في حال المرض المزمن، يحتاج الطّفل إلى رعايةٍ صحّيّةٍ مكثّفةٍ ونفسيّةٍ أيضًا لتعويض إحساسه بالضّعف وعدم القدرة على الاعتماد على نفسه.

كيف نتعامل مع مرض الطّفل؟

1- نشرح للطّفل بدايةً عن مرضه بطريقةٍ تناسب عمره وقدرته على الاستيعاب. حتّى يتقبّلَ ويهتمَّ بنفسه، ويتّبعَ قواعدَ معيّنةً تناسب حاله الصّحّيّة. نعتمد أسلوبًا مبسَّطًا ومحبَّبًا من دون الضّغط عليه وتوجيهه بشدّةٍ، ومن دون تمرير الإحساس بالشّفقة لحاله، بل ينصح بمساعدة الطّفل على تقبُّلِ مرضه وتبِعاته والتّعايش معه وفقًا للتّدابير الصّحّيّة الّتي يُشرِف عليها المعالِج.

2-  نقوم بتهيئة الطّفل نفسيًّا لزيارة الطّبيب المعالِج، ونقوم بشرح أيّ خطواتٍ طبّيّةٍ قد يقوم بإجرائها، ونتأكّد من تقبُّله لها، حتّى ولو مع بعض الامتعاض. فتلقّي الرّعاية الطّبّيّة اللّازمة هو أولويّةٌ لدينا.  نحرص على أن نساعدَ الطّفل على تكوين علاقة ثقةٍ بينه وبين الطّبيب، لأنّ هذه العلاقة مهمّةٌ جدًّا. 

3- مرض الطّفل هو أمرٌ صعبٌ علينا كأهلٍ، ولكن فَلْننتبهْ إلى عدم الإفراط في تدليله، والتّعامل معه باعتدالٍ وحكمةٍ حتّى لا يتسلّلَ إليه الشّعور بفقدان الثّقة في نفسه، أو أنّه عبءٌ ثقيلٌ علينا، أو أنّه غيرُ قادرٍ على ممارسة الحياة مثل بقيّة الأطفال.

4-  نحاول جَعْل الطّفل في تواصُلٍ مستمرٍّ مع أصدقائه، فممارسة الأنشطة الجماعيّة من لَعِبٍ، قراءةٍ، رَسْمٍ وغيرها... سيحسّن من حاله النّفسيّة، ويُبعِد الملل مع مراعاة  قدرته لممارسة تلك الأنشطة بما يتوافق مع ظروفه المرضيّة.

5-   لا نُشعِر الطّفل أبدًا أنّه مختلفٌ عن بقيّة الأطفال الآخرين، فهذا يقلّل من تفاعُله مع الآخرين وقد يسبّب شعورًا متزايدًا بتجنُّب الآخرين. الشّرح عنِ المرض للطّفل لا يعني وَصْفه بأنّه عاجزٌ.

6- نُبعِد منَ الطّفل أيّ شخصٍ قد يُحبِط من عزيمته، أو يقلّل من شأنه، حتّى ولو كان أقرب النّاس إلينا. الطّفل في هذه المرحلة يحتاج إلى الكثير منَ الدّعم والتّشجيع. 

7- نتجنّب الشّجار أمام الطّفل وبخاصّةٍ في حال مرضه، لأنّه قد يشعُر بالذّنب أو يلوم نفسه على خلاف والدَيْه، وقد يعتقد أنّه سببُ الضّغط والتّوتّر في المنزل. وأبدًا لا نوجّه اللَّوْم إلى الطّفل على مرضه حتّى ولو بطريقةٍ غير مباشرةٍ، هذا من شأنه يُحبِط الطّفل ويُشعِره بالسّوء تُجاه نفسه.

8- نحاول كأهلٍ أخْذ فترات استراحةٍ قَدْر الإمكان، نقوم بتبديل المناوبات في ما بيننا للاهتمام بالطّفل، لا بأس إن خصَّصنا بعض الوقت لأنفسنا، لأنّ الاهتمام بها واجبٌ حتّى نضمنَ استمراريّة اهتمامنا بالطّفل.

 

تتمنّى «أرجوحة» القوّة والصّبر للوالدَيْن،  والشّفاء لكلّ طفلٍ وأن يتجاوزَ مرضه بأقلّ قَدْرٍ منَ الألم.

 

الكاتب
اميّمة عزّ الدّين

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم