Instagram Facebook YouTube

كيف نتحدّث مع الطفل عن اضطراب في الصحّة النفسية لدى أحد أفراد الأسرة؟

.الجزء الأول

عندما يعاني أحد أفراد الأسرة من اضطراب في الصحّة النفسيّة أو العقلية، غالبًا ما يواجه الأهل سؤالًا حسّاسًا: كيف نشرح الأمر للطفل؟ قد يكون الشخص الذي يعاني من الاضطراب عمًّا أو خالةً أو أحد الجدّين أو حتى أحد الوالدين.

 

ويعتبر التحدّث عن اضطراب الصحّة العقلية في الأسر التي لديها أطفال صغار أحد أصعب المهام التي يواجهها الآباء والأمّهات. وفي مجتمعاتنا، غالبًا ما يتجنّب الأهل التحدّث عن هذا الموضوع ويعملون على إخفاء الأمر واعتباره غير موجود أمام أطفالهم. لكن ألن يلاحظ الأطفال شيئًا مختلفًا؟ بالطبع هم يشعرون بأنّ شيئًا خارجًا عن السيطرة يحصل وأنّ وضع العائلة غير مستقرّ، ممّا يجعلهم يشعرون بالقلق الشديد وفقدان الأمان. 

 

يحرص الكثير من الأهل في أيّامنا على حماية طفلهم وتجنّب إثارة قلقه، لكنّهم قد يدركون أيضًا أنّ الصمت قد يولّد لديه مخاوف أكبر من إخباره الحقيقة. وقد يبدو من الصعب إيجاد حلّ وسط بين الخوف من إفراط الطفل بالكلام إذا أخبرناه والخوف من تركه من دون تفسير.

قبل سنّ السادسة، يدرك الطفل التغييرات التي تحدث في محيطه. ويمكن أن يساعده التعبير عمّا يلاحظه بكلمات بسيطة على الشعور بالاطمئنان والأمان.

 

هناك العديد من الاستراتيجيات البسيطة التي يمكن للأهل استخدامها مع الأطفال من عمر الأشهر إلى 6 سنوات، مع اعتماد أنشطة وتعابير تهدف إلى: قول الحقيقة، وطمأنة الطفل، وإعطائه إرشادات، والمحافظة على شعوره بالأمان.

 

أمثلة وصيغ لشرح الوضع تناسب الأطفال دون سن 6 سنوات

 

الأطفال الصغار (قبل عمر السنة-2 سنة): في هذا العمر، يفهم الطفل بشكل أساسي من خلال النبرة واللمس والروتين. لا تتحدّث كثيرًا إليه، ولكن طمئنه قدر الإمكان. جملة بسيطة مثل: "ماما تكون متعبة جدًا أحيانًا. حينها سأبقى إلى جانبك". يترافق ذلك مع المزيد من العناق واللمس والحفاظ على روتين ثابت.

 

الطفولة المبكرة (2-4 سنوات): يبدأ الأطفال في فهم الجمل البسيطة والتشبيهات. استخدم أمثلة ملموسة، مثل: "جدّك مصاب بمرض بسيط في رأسه يجعله حزينًا جدًا أحيانًا. مثلما تشعر بالبرد الشديد ولا تريد اللعب، فهو يحتاج إلى الراحة لرأسه". مع الحرص على طمأنة الطفل: "هذا ليس ذنبك. أنت في أمان".

 

مرحلة ما قبل المدرسة (4-6 سنوات): يطرح الأطفال المزيد من الأسئلة ويمكنهم فهم أنّ البالغين أيضًا يعانون من مشاكل. كما يمكنك شرح العلاج بإيجاز. "بابا يتحدّث إلى طبيب لمساعدته على التفكير بشكل أفضل والشعور بحزن أقل". "أحيانًا يتناول دواءً، وأحيانًا يتحدّث إلى شخص يساعده". أضف: "نحن هنا من أجلك وسنخبرك بما سيتغيّر".



نذكركم أن الطفل يشعر بأي طارىء أو خلل في الأسرة، لذلك من المهم أن نشرح له بالطريقة المناسبة لسنه واستيعابه للتخفيف من القلق أو شعوره بعدم فهم ما يجري حوله.

الكاتب
كريم دكروب، مسرحي اختصاصي ومعالج نفسي

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم