Instagram Facebook YouTube

كيف نتحدّث مع طفل صغير عن اضطراب في الصحّة النفسية لدى أحد أفراد الأسرة؟

الجزء الثالث: بعض الإجراءات العملية التي يمكن اتّباعها لإخبار الطفل عن الاضطراب النفسي للشخص القريب

عندما يمرّ أحد أفراد العائلة باضطراب نفسيّ، يجد الأهل أنفسهم أمام سؤال صعب: كيف نشرح للأطفال؟ إخفاء الموضوع ليس حلًّا، فالطفل يشعر بالتغيّرات من حوله حتى قبل سنّ السادسة. الصمت قد يزرع لديه خوفًا أكبر من معرفة الحقيقة. 

نورد هنا بعض الخطوات العمليّة والأنشطة التي يمكن اتّباعها لإخباره بذلك:

 

قبل التحدّث عن الموضوع: استعدّ، خذ لحظة لتهدأ. فإذا كنت متوتّرًا للغاية، فسوف يشعر الطفل بذلك. تنفّس، وركّز، واختر لحظة هادئة.

خطّط لما بعد ذلك. بعد الشرح، قم بإعداد نشاط لطيف (قراءة، أغنية، عناق) للعودة إلى الأمان الجسدي والعاطفي.

 

رسم المشاعر: يمكن تقديم ورقة وأقلام رصاص مع إمكانية طلب: "ارسم كيف ترى جدتك اليوم". تسمية الألوان والخطوط تفتح باب الحوار.

 

قصص قصيرة وطقوس: يمكن للراشد اختراع قصة قصيرة حيث تمرّ شخصية ما بـ "سحابة حزينة" قبل أن تجد الشمس بمساعدة الآخرين. يجب الحرص دائمًا على إنهاء القصة بطقوس مطمئنة (أغنية، قبلة).

 

لعب الأدوار: باستخدام الدمى أو الدمى المحشوّة، يمكن محاكاة زيارات الطبيب، وأوقات الراحة، مع إظهار أنّ هناك بالغين آخرين يهتمّون به.

 

صندوق الأسئلة: صندوق يمكن للطفل أن يضع فيه أسئلة مكتوبة أو مرسومة؛ يجيب عليها الراشد كلّ مساء ببساطة.

 

التعامل مع السلوكيات الصعبة: قد يتفاعل الأطفال الصغار بفعل يتضمّن نكوصًا (تراجع في السلوكيات إلى عمر أصغر)، مثل العودة إلى الرضاعة، التبوّل اللاإرادي، أو يصبحون أكثر تعلّقًا، أو يظهرون عدوانية. في هذه الحالة من المفيد استقبال هذه السلوكيات من دون دراماتيكية: "أرى أنّك أصبحت أكثر تعلّقًا — هذا أمر طبيعي عندما نشعر بالخوف"، مع الحرص على تقليل تجنيب الطفل رؤية مشاهد صعبة أو مشاجرات، وتقديم بدائل للتعبير مثل الرسم وصندوق القبلات واللعب الحرّ تحت إشراف الراشد... وإذا استمرّت هذه السلوكيات أو تفاقمت، من الضروري طلب مشورة أحد المختصّين.


 

باختصار

ليس من السهل إخبار طفل صغير أنّ أحد أفراد أسرته يعاني من اضطراب عقلي، ولكن هذه فرصة لتعلّم التعاطف والمرونة.

من خلال اختيار كلمات بسيطة، والحفاظ على روتين مطمئن، وتأكيد المشاعر، والبحث عن الدعم عند الحاجة، يمكننا توفير بيئة آمنة وإنسانية للأطفال. هم في حاجة إلى معرفة أنّهم ليسوا مسؤولين عن المرض، وأنّهم محبوبون ومحميّون، وأنّ يمكنهم طرح جميع أسئلتهم. من خلال التعامل مع الصحّة العقلية بلطف ووضوح، فإنّك توفّر لهم بيئة آمنة ودرسًا قيّمًا عن التعاطف والمرونة.


 

الكاتب
كريم دكروب، مسرحي اختصاصي ومعالج نفسي

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم