اضطرار الأسرة للنّزوح يعني أنّ الأهل سينشغلون بتأمين المستلزمات الأساسيّة من مأكلٍ وملبسٍ ومسكنٍ آمنٍ يأوي العائلة. ولكن من الضروريّ جدًّا عدم إهمال مراحل نموّ الطفل وبالأخصّ النموّ المعرفيّ لديه الذي يتأثّر بشكلٍ كبير بعد النزوح بسبب عوامل البيئة الجديدة وعوامل نفسيّة وبسبب ترك الطفل مدرسته.
والنموّ المعرفيّ عند الطفل لا ينحصر بالمدرسة وإن كانت تشكّل عاملًا مهمًّا في تطوّره. وهو يشمل تطوير كافّة العمليّات العقليّة مثل التحليل، والاستنتاج، والربط، والتذكّر...
تقدّم إليكم "أرجوحة" مجموعةً من النصائح العمليّة التي تساعدكم على تطوير العمليات العقليّة لدى الطفل خلال النزوح:
- الالتفات إلى صحّة الطفل النفسيّة: كمقدّمة للتحصيل الدراسيّ ولتنشيط العمليّات العقليّة لدى الطفل، ننصحكم بمتابعة صحّته النفسيّة لما لها من أثرٍ كبير على قدرته على التركيز والتذكّر. يمكنكم مراجعة المقالات المنشورة سابقًا على منصّة "أرجوحة" حول التعامل مع الانعكاسات السلبيّة للنزوح. فلا يمكننا مثلًا أن نجبر الطفل على التعلّم، أو أن نحاول تعليمه الحروف وهو في حالة صدمة أو خوف مثلًا.
- الاستفادة من الوسائل المتاحة: من الممكن أن تضع الوزارات خططًا لمساعدة الأطفال الذين تركوا مدارسهم، إمّا من خلال تعميم برامج خاصّة أو من خلال إرسال مدرّسين إلى مراكز الإيواء. وأحيانًا تقوم الجمعيّات بهذا الدور. ننصحكم بالاستفادة قدر المستطاع من هذه البرامج.
- الاستعانة باختصاصيين من النازحين: من الممكن أن يتواجد في مراكز الإيواء بعض الأشخاص الملمّين بالتربية والتعليم. من المهمّ الاستفادة من هؤلاء الأشخاص للحصول على دعم تعليمي للأطفال وفق أوقات وبرامج محددّة، في حال أبدوا تعاونهم.
- المراجعة: قد يبقي الطفل لفترة من دون تحصيل معلومات جديدة، لذلك من الجيّد مراجعة المكتسبات التي تعلّمها في أوقات سابقة. كأن يتلو شعرًا كان قد حفظه، أو أن يكتب أحرف الأبجدية...
- الاهتمام بالجوانب المسلّية للتعلّم: كأن نساعده في كتابة قصّة مشوّقة أو نقرأ نحن له قصّةً أو نحوّل التعلّم إلى منافسة لطيفة. ويمكننا دمج التعلّم باللعب والرسم والتلوين والموسيقى...
قد تطول فترة النّزوح لذلك فمن المخاطرة إهمال الجانب المعرفيّ لدى الطفل إلى حين انتهاء الأزمة. لذلك ننصح الأهل بالاستفادة من الوقت قدر المستطاع لأنّ ذلك حتمًا سيخفّف من الآثار السلبيّة للنزوح على الطفل.
تتمنّى "أرجوحة" العودة الآمنة لجميع النازحين.