أن نربِّيَ بحكمة يعني أن نختار الكلمة المناسِبة في الوقت والمكان المناسبَيْن.
بعد أن نحدِّدَ عمليّة التّربية من حيث الطّرائق والأساليب والأفكار، يبقى أن نحدِّدَ الوقت والمكان المناسبَيْن لممارسة هذه العمليّة مع الطّفل بهدف تحقيق أفضل نتائجَ ممكنةً.
تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعةً منَ النّصائح والإرشادات العمليّة الّتي تساعدكم في تحديد الزّمان والمكان المناسبَيْن :
- نشير في البداية إلى أنّ مفهوم التّربية بشكلٍ عامٍّ مرتبطٌ بأسلوب حياة الأُسرة. وقد يكون منَ الصّعب حَصْره بوقتٍ أو مكانٍ محدَّدٍ، فوجود الأهل وتصرّفاتهم وطرائق تواصُلهم وأسلوب حلّ المشاكل وغيرها منَ الأمور، تنتقل وتؤثّر في الطّفل بشكلٍ عفويٍّ ولا داعي لتخصيص وقتٍ لها لأنّها تحدُث ضمن حياة الطّفل اليوميّة.
- أمّا التّربية بالشّكل الخاصّ أو ما يُمكن أن نعبّرَ عنها بالتّربية الموجّهة والمخطّط لها مسبقًا، فحتمًا تحتاج إلى زمانٍ ومكانٍ يتناسب معها لتؤثّرَ في الطّفل كما ينبغي.
في ما يخصّ المكان:
- منَ الأفضل أن تتمَّ عمليّة التّربية وتوجيه الملحوظات في الأماكن الّتي يشعُر الطّفل فيها بالأمان مثل المنزل أو السيارة، وبالتأكيد ليس أمام الأقارب أو الأصدقاء.
- قد يشعُر الطّفل بالانزعاج أو حتّى الإهانة إذا تلقّى الملحوظات بأسلوبٍ قاسٍ أمام أشخاصٍ من خارج الدّائرة المقرَّبة منه. لذلك، نختار مكانًا يكون فيه فقط مَنْ هو معنيٌّ بالموضوع.
- نأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان المكان له علاقةٌ بطبيعة الملحوظة الّتي نودّ أن نعطِيَها للطّفل. مثلًا، إذا تسبّب الطّفل بفوضى في المطبخ نطلب إليه أن يحضرَ إلى المطبخ لنشرحَ له الموقف بوضوحٍ؛ هكذا سيتمكّن من تحديد السّلوك الخاطئ بشكلٍ أفضل.
في ما يخصّ الوقت المناسب:
- نلتفت إلى أنّه ثمّة سلوكيّات تحتاج إلى تدخُّلٍ منَ الأهل بشكلٍ فوريٍّ حتّى نتدارَك المشكلة، وفي الوقت نفسه حتّى يتمكّنَ الطّفل من رَبْط الملحوظة بالسّلوك الّذي قام به بشكلٍ مباشرٍ.
- قد لا نستطيع في بعض الأحيان أن نوجِّهَ ملحوظةً إلى الطّفل بعد قيامه بالسّلوك مباشرةً. لذلك، قد نُضطرّ إلى تأجيلها مثلًا حتّى العودة إلى المنزل. في هذه الحال، نتحدّث مع الطّفل على انفرادٍ، ونتأكّد من أنّه استرجع ذاكرته للحدث، ويُمكن مساعدته على التّذكّر من خلال رَبْط السّلوك بأحداثٍ أُخرى بارزةٍ، وبعدها نقول ما هو مناسب بحسب تصرّفه.
يُمكننا التّحدّث عنِ الكثير منَ القوى الخارقة الموجودة عند الأهل، وأهمّها التّربية بحبٍّ.