أسئلة الأطفال عن الموت قد تبدو صعبة ومربكة لنا كأهل، بخاصّة أنّنا قد لا نملك إجابات واضحة أيضًا، أو ببساطة قد تساورنا أسئلة كثيرة لا نملك الإجابة عنها، لكنّها فرصة مهمّة لنفهم أفكار الطفل ومشاعره، ونحاول أن نساعده حتى يفهم بطريقة هادئة وبسيطة. الرد الصادق واللطيف يعزّز شعوره بالأمان ويخفّف من مخاوفه.
عادةً يبدأ الأطفال بطرح أسئلة حول الموت من عمر 4 إلى 7 سنوات. في هذه المرحلة، يبدأون بفهم فكرة الدوام والزوال بشكل أساسي، ويبدأون بالتساؤل عن سبب غياب الأشخاص والأشياء. بعض الأطفال قد يسألون مبكرًا، بخاصّة إذا تعرّضوا لتجربة فقدان قريبة.
ماذا يحدث بعد الموت؟
قد نجد كأهل صعوبة في الاجابة عن هذا السؤال، وكثير منا قد لا يملكون الإجابة، إلا أننا نحاول في النقاط التالية أن نقدم نموذجا يناسب قدرة الطفل على الاستيعاب ومشاعره، باختلاف خلفية العائلة الدينية والثقافية.
- عندما يموت الإنسان، يتوقّف جسده عن العمل، فلا يعود يتحرّك أو يشعر كما كان من قبل. لكن هذا لا يعني أنّ الشخص يختفي تمامًا، فهو يبقى في قلوبنا وفي ذكرياتنا الجميلة التي نحملها معنا دائمًا. هذا أكثر تفسير بسيط وحقيقي، بعيد عن أيّ تشبيهات قد تكون مقلقة، مثل تشبيه الموت بالنوم.
- كلّ عائلة وثقافة لديها أفكار مختلفة عن ماذا يحدث بعد الموت. بعض الناس يعتقدون أنّ الروح تذهب إلى مكان هادئ وآمن حيث يكون الشخص سعيدًا ومرتاحًا، والبعض الآخر يرى الأمر بطريقة مختلفة. هذه المعتقدات تساعدنا على الشعور بالطمأنينة. نركّز على الجوانب المريحة، أيًّا كان معتقدنا.
- الموت شيء طبيعي يحدث لكلّ الكائنات الحية، والحزن الذي نشعر به عندما نفقد من نحب هو شعور طبيعي جدًا. من الطبيعي أن نشعر بالحزن أو حتى بالخوف، وهذا جزء من تعبيرنا عن الحب والاشتياق.
- نؤكّد للطفل على استعدادنا للاستماع لأي فكرة أو شعور يساوره وللرد على أي سؤال: إذا شعرت بالحزن أو لديك أسئلة، فأنا هنا، ويمكنك التحدّث معي عن مشاعرك، ولا تقلق، لن تكون وحيدًا أبدًا.
في النهاية، من المهم جدًا أن يشعر الطفل أنّه ليس وحده في هذه المشاعر، وأنّه يمكنه دائمًا التحدّث مع والديه أو من يثق فيهم. الحب والذكريات تبقى دائمًا، وتساعدنا على نتجاوز أي فقد بحنان وأمل.
