إذا كنّا كأهلٍ نتّفق أم لا نتفّق على أساليب التّربية، يبقى الطّفل هو الأكثر أهمّيّةً. فهو في حاجةٍ إلى الشّعور بالأمان والاستقرار. لذلك، لا نترك مجالًا أن تسبّبَ هذه الاختلافات توتّرًا، أو أن تُربِكَ الطّفل وتُرهِقَ الجميع.
اختيارنا لأسلوب التّربية يعتمد على عواملَ عدّةٍ، أهمّها: مدى تأثُّرنا بوالدَيْنا وبكيفيّة نشأتنا، لذلك:
- قد نميل إلى اتّباع الأسلوب نفسه واللّغة نفسها الّتي تربّينا عليها.
- أو قد نرفض تكرار الأنماط والاستراتيجيّات التّربويّة نفسها تُجاه طفلنا.
حضرت لكم «أرجوحة» هذه الخطوات الّتي يُمكنك اعتمادها لتسهّلَ علينا الرّحلة كأهلٍ، نختلف على اعتماد أسلوبٍ تربويٍّ موحّدٍ.
- نتجنّب النّقاشات في موضوع التّربية أمام الطّفل: لا بأس إذا كنّا لا نتّفق في بعض الأساليب، لكنّ مصلحة الطّفل هي الأكثر أهمّيّةً. فالأمر لا يتعلّق بالفوز، إنّما بالأهداف التّربويّة البعيدة المدى.
- البحث عن أرضيّةٍ وأفكارٍ مشتركةٍ: نبدأ بتحديد الأساليب الّتي نتّفق عليها ـ أو قد نتوافق عليها ـ بدلًا من تركيز الطّاقة على مجالات الاختلاف.
- نبدأ بخطواتٍ صغيرةٍ: نتّفق على الحدود والتّوقّعات والسّلوكيّات غير القابلة للتّفاوض، ونبلغها للجميع بوضوحٍ.
- نتّفق على إشارة غير لفظيّةٍ بيننا وبين شريكنا تشير إلى أنّه «من الواضح أنّنا لا نتّفق على هذا الموضوع، فلْنناقشه لاحقًا بعيدًا من الطّفل». الكثير من المشاكل لا تحتاج إلى حلٍّ فوريٍّ، وممكن تأجيل التّدخّلات التّربويّة إلى وقتٍ آخر.
- نتجنّب توزيع الأدوار بين القاسي والمتسامح: حين يُسيء الطّفل السّلوك، لا نخبره أنّنا ننتظر والده / أو والدته لتتصرّفَ معه. مثل هذه العبارات تعزّز مشاعر الطّفل بالنّظر إلى أحد الوالدَيْن على أنّه «المُحبّ» والآخر على أنّه «الصّارم»، علينا أن نقدّمَ أنفسنا كجبهةٍ موحّدةٍ.
- نلتزم بالتّواصل الأُسبوعيّ لمناقشة تصرّفات الطّفل والأساليب الّتي تمّ اعتمادها. فالحديث يقرّب وجهات النّظر.
أخيرًا، إنّ أوّل التّغيير هي الخطوات الصّغيرة، شرط أن تكونَ متناغمةً وموحّدةً منعًا لتشتيت الطّفل!