يُعَدّ وقت الاستحمام جزءًا مهمًّا من روتين الطّفل اليوميّ، حيث يُسهِم في الحفاظ على نظافة جسمه وصحّته بشكلٍ عامٍّ. يساعد الاستحمام المنتظِم في الوقاية منَ الأمراض الجلديّة ويحسِّن مناعة الطّفل. ويعزّز الاسترخاء والرّاحة النّفسيّة للطّفل، ما يدعم تطوُّره العاطفيّ والجسديّ. ولكن، على الرّغم من هذه الإيجابيّات قد يرفض الطّفل وقت الاستحمام، ويصبح هذا الوقت ضاغطًا بالنّسبة إلى كلَيْنا.
ما العمل؟
بدايةً، منَ المهمّ أن نعرفَ الأسباب المحتمَلة لمقاومة الطّفل لوقت الاستحمام:
- الخوف منَ الماء أوِ الرّشّ. إذا استمرّ الخوف الزّائد منَ المياه، يُمكن مراجعة اختصاصيّ نفسيٍّ لمساعدة الطّفل على التّغلّب على هذه المخاوف، في حال استمرت رغم محاولاتنا.
- انخفاض درجة حرارة الماء، أو حرارتها المرتفعة.
- عدم شعور الطّفل بالرّاحة بسبب تفصيلٍ معيّنٍ في الحمّام.
- التّجارب السّلبيّة السّابقة في أثناء الاستحمام.
- رغبة الطّفل في الاستقلاليّة والخصوصيّة.
- قد يكون الطّفل قد شاهد مقطعًا مصوَّرا مخيفًا أو مزعجًا يرتبط بالحمّام أوِ الاستحمام. منَ المهمّ الانتباه لأيّ شيءٍ قد يشاهده ويعزّز لديه المخاوف والمشاعر السّلبيّة تُجاه أيّ موضوعٍ مهمٍّ اعتبرناه بسيطًا.
كيفيّة مساعدة الطّفل على تقبُّل وقت الاستحمام:
- بدايةً، نتجنّب دائمًا فَرْض وقت الاستحمام على الطّفل بالقوّة، فقد يزيد من مقاومته ونفوره من هذه التّجربة. منَ الأفضل التّعامل معه بصبرٍ وتشجيعٍ لجَعْله يوافق على الاستحمام طَوْعًا.
- خَلْق جوٍّ مريحٍ وآمنٍ للطّفل.
- استخدام الألعاب المحبَّبة لدى الطّفل لجَعْل الاستحمام أكثر متعةً.
- ضَبْط درجة حرارة الماء لتكونَ مناسِبةً للطّفل.
- استخدام تقنيّات الاسترخاء والتّدليك في أثناء الاستحمام أوِ الاستماع إلى موسيقى هادئةٍ أو أغانٍ يُحبّها الطّفل.
- التّفاعل مع الطّفل في أثناء الاستحمام: التّواصل البصريّ والكلام.
- السّماح للطّفل بالمشارَكة في تحضير الحمّام، إذا سمح عمره بذلك.
- تشجيع الطّفل على اختيار أنواع الصّابون والشّامبو الّتي يفضّلها، بحسب إمكانيّاتنا.
- تعليم الطّفل كيفيّة الاستحمام بنفسه وتشجيعه على الاستقلاليّة في هذه العمليّة.
- إضافة استراتيجيّاتٍ مختلفةٍ للتّعامل مع مقاوَمة الطّفل للاستحمام، مثل رواية القصص أو تشجيعه من خلال مشارَكة القصص عن شخصيّاتٍ محبوبةٍ في أثناء الاستحمام.
يُعَدّ وقت الاستحمام فرصةً ذهبيّةً لتعزيز الرّوابط العاطفيّة بيننا وبين الطّفل، وتطوير استقلاليّته في العناية بنفسه. من خلال تهيئة بيئةٍ مريحةٍ وآمنةٍ، وتشجيع الطّفل على المشارَكة والاستمتاع بهذه التّجربة، يُمكن تحويل وقت الاستحمام إلى لحظاتٍ مليئةٍ بالمرح والاسترخاء، تعزّز النّموّ الصّحّيّ والعاطفيّ للطّفل باتّباع النّصائح الّتي قدّمتها إليكم «أرجوحة».