ظهر في الآونة الأخيرة ترند جديد يُعرف بـ "سكيني توك" (SkinnyTok)، وهو محتوى منتشر على منصّة "تيك توك" يروّج للنحافة المفرطة ويقدّم نصائح غير صحّية لفقدان الوزن بطريقة سريعة. تشكّل هذه الظاهرة الرقمية تهديدًا مباشرًا لصحّة المراهقين والراشدين النفسية والجسدية، وتؤثّر سلبًا على صورتهم الذاتية وعلاقتهم بالطعام. لذلك، ودّت "أُرجوحَة" توعية الأهالي ومقدّمي الرعاية على خطورة هذه الظاهرة وآثارها.
ما هو "سكيني توك"؟
"سكيني توك" هو هاشتاغ شائع يعرض تحته آلاف الفيديوهات التي تعرض أجسامًا نحيلة جدًا باعتبارها النموذج المثالي للجمال، وتشارك طرقًا قاسية أو غير علمية لخسارة الوزن، مثل تجويع الذات، أو استخدام مكمّلات مجهولة المصدر، أو اتّباع حميات قاسية خالية من العناصر الغذائية الأساسية، أو مقاطع فيديو لوجبات شديدة التقييد بالسعرات الحرارية كالوجبات التي لا تتجاوز 300 سعرة. ورغم أنّ بعض هذه الفيديوهات قد لا تبدو ضارّة ظاهريًا، إلّا أنّ تأثيرها التراكمي قد يكون مدمّرًا.
لماذا هذا الترند خطر على الصحّة الجسدية والنفسية؟
- تعزيز اضطرابات الأكل: يتسبّب المحتوى المرتبط بـ "سكيني توك" في رفع معدّلات القلق بشأن الوزن والشكل الخارجي، ما قد يؤدّي إلى اضطرابات مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي.
- المقارنات السامّة: يواجه الأطفال الذين يكونون على أبواب المراهقة والمراهقون ضغطًا مستمرًّا لمقارنة أجسامهم بعارضي ومؤثري "تيك توك"، ممّا يُضعف ثقتهم في أنفسهم.
- ترويج معلومات مغلوطة: معظم النصائح الغذائية المنتشرة ضمن هذا الترند تفتقر إلى الأسس العلمية، وتُعرض من دون رقابة، ممّا يعرّض متابعيه لمخاطر صحّية حقيقية مثل سوء التغذية أو فقدان الكتلة العضلية أو اضطراب النمو.
لا يمثل ترند "سكيني توك" مجرّد محتوى عابر على منصّات التواصل، بل هو انعكاس لموجة مقلقة من الضغوط النفسية والمعايير غير الواقعية للجمال التي يفرضها العالم الرقمي على المراهقين. وبينما يبحث الكثير من الشباب عن القبول والانتماء، يجدون أنفسهم أسرى لمقاييس سطحية ومضرّة، تؤثّر على صحّتهم الجسدية والنفسية.
ومن هذا المنطلق، تدعو "أُرجوحَة" الأهالي ومقدّمي الرعاية إلى الانتباه والمواجهة الواعية لهذا النوع من المحتوى، لما له من أثر خفيّ وعميق.
في الجزء الثاني من هذا المقال، سنقدّم لكم نصائح عملية لمواجهة هذا النوع من التأثير السلبي، وبناء علاقة صحّية أكثر مع أجسام وطعام الطفل والمراهق.