في خضمّ موجات المحتوى المتسارعة على تطبيق "تيك توك"، برزت ظاهرة تُعرف بـ "سكيني توك" SkinnyTok، وهي مجموعة من الفيديوهات التي تروّج للنحافة المفرطة وتشجّع على اتّباع عادات غذائية غير صحّية وخطيرة، بخاصّة في أوساط المراهقات والأطفال المقبلين على مرحلة المراهقة.
الخطير في الأمر أنّ هذا النوع من المحتوى لا يُقدَّم دائمًا بشكل مباشر، بل أحيانًا يكون مموّهًا بصور "روتين يومي" أو "نمط حياة صحّي"، لكنه في الحقيقة يروّج لسلوكيات تؤدّي إلى اضطرابات في الأكل مثل فقدان الشهية العصبي أو الهوس بالنحافة. هذا بالإضافة إلى أنّ خوارزمية "تيك توك" تزيد المشكلة فإذا شاهد المستخدم مثل هذا المحتوى مرّة واحدة، غالبًا ما يبدأ التطبيق باقتراح المزيد من النوع نفسه، ممّا يضع المستخدم في دوّامة خطيرة قد يصعُب الخروج منها.
لذا تودّ "أرجوحة" أن تقدّم بعض النصائح إلى الأهل ومقدّمي الرعاية كي نحمي أطفالنا من هذا التأثير:
- التواصل المفتوح: نخصّص وقتًا للحديث معهم عن معايير الجمال برأيهم، وكيف تروّج لها منصّات التواصل الاجتماعي، مع التذكير الدائم بأنّ كلّ جسم فريد بطبيعته، كما ملامح الوجه والشعر…
- القدوة الإيجابية: من المهمّ أن نكون المثال في اتباع نمط حياة صحّي ومتوازن، من دون التركيز المفرط على الوزن أو المظهر.
- التوعية بالنقد الإعلامي: من المهم أنْ نعلّمهم التمييز بين المحتوى الموثوق وغير الموثوق، وكيف يقيّمون المعلومات قبل تطبيقها.
- استشارة المختصّين: إذا لاحظنا تغييرات مفاجئة في عادات الأكل أو المزاج أو الوزن، من المهمّ استشارة أخصائي تغذية واختصاصي نفسي.
من "أرجوحة" ننصح بـ:
- أن نتحدّث مع أولادنا مبكرًا عن علاقتهم مع أجسامهم والطعام.
- أن نراقب ما يشاهدونه على الإنترنت من دون تجسّس، بل باحتواء وحكمة.
- أن نرسّخ ثقافة القبول والرضا عن النفس بدءًا من المنزل.
- ألّا نجعل معايير الجمال الزائفة تقرّر مستقبل أبنائنا.
في نهاية المطاف، يحتاج أبناؤنا إلى دعمنا المستمرّ في مواجهة العالم الرقمي سريع التأثير. فبدلًا من أن نمنعهم من استخدام التكنولوجيا، علينا أن نمنحهم أدوات الوعي والنقد الذاتي ليكونوا قادرين على الاختيار الصحيح.