ليس الجدل في احتماليّة إصابة الطّفل بالاكتئاب، فهذا السّؤال تمّتِ الإجابة عنه في مقالٍ سابقٍ على موقع «أرجوحة». يكمن التّحدّي في معرفة المؤشِّرات الدّالّة على الاكتئاب لدى الطّفل. فمنَ الضّروريّ على الأهل أن يطّلعوا على أشهَر مؤشِّرات الاكتئاب لدى الطّفل كي يعرفوا الوقت المناسب للتّدخّل أو طلب المساعدة إلى المختصّين.
تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعةً منَ المؤشِّرات الّتي منَ المحتمل أن يقترنَ وجودها بإصابة الطّفل بالاكتئاب:
- اللَّعِب المنمّط: الطّريقة الّتي يلعب بها الطّفل يُمكن أن تخبرَنا بالكثير عن حاله النّفسيّة. إذا لاحظنا تغيّرًا بأسلوب اللَّعِب لديه، بحيث صار محدودًا وخاليًا منَ الإبداع والمتعة والخيال، أو إذا صار مقتصِرًا على لعبةٍ واحدةٍ، يُمكن أن يكونَ ذلك مؤشِّرًا على الاكتئاب. وأحيانًا، قد يتجنّب الطّفل اللَّعِب بكلّ بساطةٍ.
- الرّسومات: تعكس رسومات الطّفل الكثير من أفكاره ومشاعره، فلو لاحظنا في رسوماته مشاعرَ حزنٍ مبالَغٍ فيها، العزلة، الوحدة أو حتّى نظرة دونيّة عن نفسه؛ فهذا يعني أنّنا في حاجةٍ إلى فتح حوارٍ لطيفٍ معه ليشرحَ لنا ما رسمه وما تخيّله.
- فقدان الشّغف والاهتمام بأمورٍ يُحبّها: وهذا يشمل عدم اكتراثه بالأنشطة الّتي كان يُحبّها سابقًا، أو فقدان الحماس لوجبته المفضّلة. ويُمكن أن نختصرَ هذه النّقطة بالتّغيّرات الّتي يُجريها هو على روتينه وحياته.
- سيطرة الأفكار السّلبيّة: بحيث يتوقّع الطّفل معظم الأحيان أنّ الأمور السّيّئة ستحصل. يغيب عنه التّخطيط السّليم والتّفكير الإيجابيّ، ويصبح التّفكير السّلبيّ غالبًا في تفسير معظم ما يدور حوله. ويُمكن أن نستدلَّ على ذلك من خلال النّظرة الدّونيّة الّتي يكوّنها عن نفسه بالإضافة إلى قلّة الثّقة بقدراته.
- تجنُّب المشارَكة في الأنشطة الاجتماعيّة: قد يُظهِر الطّفل رغبةً أقلّ من ذي قبلٍ في المشارَكة مع محيطه بأنشطةٍ تفاعليّةٍ واجتماعيّةٍ. وفي بعض الأحيان يرغب في قضاء الوقت أوِ اللَّعِب لوحده.
- تلبُّد المشاعر وجمود في ملامح الوجه: تراجُع في القدرة على التّعبير عنِ المشاعر، بحيث أنّه قد لا يبادر للتّفاعل بوساطة انفعالاته مع الأشخاص من حوله. مثلًا، في حالات الحماس نجده لا يغيّر في ملامح وجهه. وتبدو مشاعره رماديّةً، لا سلبيّةً ولا إيجابيّةً.
في حال لاحظتُمْ هذه المؤشِّرات أو بعضها على الطّفل، ننصحكم باستشارة المعالِج النّفسيّ الّذي سيتمكّن من تقديم المساعدة بشكلٍ احترافيٍّ، وسيساعدكم على تخطّي الصّعوبات الّتي يمرّ بها الطّفل، ومعالَجة الأسباب.