تتطلّب تربية الطّفل مزيجًا دقيقًا منَ الحزم والمرونة. يتساءل العديد منَ الأهل عن كيفيّة تحقيق هذا التّوازن من دون اللّجوء إلى العقاب.
ستبيّن لكم «أرجوحة» في هذا المقال أهمّيّة الحزم كأداةٍ فعّالةٍ لبناء شخصيّةٍ متّزنةٍ ومسؤولةٍ لدى الطّفل.
ما هو الحزم الإيجابيّ؟
هو القدرة على وَضْع الحدود والتّوقّعات بوضوحٍ وثباتٍ، مع الحفاظ على أسلوبٍ لَطيفٍ ومحترمٍ. يختلف هذا النّهج جذريًّا عنِ العقوبات التّقليديّة الّتي تعتمد على التّخويف والإجبار. الحزم الإيجابيّ يهدف إلى تعليم الطّفل من خلال توجيهه وإرشاده، وليس من خلال إخافته.
كيفيّة التّمييز بين الحزم والعقاب؟
الحزم يتعلّق بوضع قواعدَ واضحةٍ ومنسَّقةٍ ومشاركتها مع الطّفل قبل حصول السّلوك غير المرغوب فيه. في المقابل، غالبًا ما يأتي العقاب كردود فعلٍ آنيّةٍ وسلبيّةٍ تهدف إلى إيقاف السّلوك غير المرغوب فيه من دون تقديم توجيهٍ حقيقيٍّ.
دَوْر الحزم في بناء شخصيّة الطّفل:
الحدود الواضحة والثّابتة تُشعِر الطّفل بالأمان والاستقرار وتعزّز قدرته على اتّخاذ قراراتٍ مسؤولةٍ واحترام القواعد.
كيفيّة تطبيق الحزم بطريقةٍ إيجابيّةٍ:
- وَضْع قواعدَ واضحةٍ ومفهومةٍ.
- مشارَكة القواعد مع الطّفل بوضوحٍ.
- ثباتٌ واستمراريّةٌ في تطبيق هذه القواعد.
- بناء الثّقة والاحترام المتبادَل بين الطّفل والأهل.
توجيه السّلوك الطّفل بدلًا من معاقبته، يساعد الأخير على فَهْم الأسباب وراء القواعد وأهمّيّة الامتثال لها. ويُمكن تحقيق ذلك من خلال اللّجوء إلى أدوات التّربية الإيجابيّة، ونذكر على سبيل المثال:
ـ التّعزيز الإيجابيّ: مكافأة السّلوك الجيّد بدلًا من معاقبة السّلوك السّيّئ.
ـ استخدام الوقت المستقطع بشكلٍ بنّاءٍ: مَنْح الطّفل فترةً لتهدئة نفسه والتّفكير في سلوكه.
من خلال تطبيق الحزم بطرائقَ إيجابيّةٍ، يُمكن للأهل تحقيق التّوازن بين وَضْع الحدود وتعزيز العلاقة مع الطّفل، ممّا يؤدّي إلى تربية أفرادٍ قادرين على مواجَهة تحدّيات الحياة بثقةٍ ومسؤوليّةٍ.