منذ الطّفولة، يتعرّض الطّفل لعمليّات مقارنةٍ مع آخرين في السّياق المدرسيّ، وقد تكون هذه المقارنة إيجابيّةً أو سلبيّةً. ولكن، يبقى السّؤال المهمّ: كيف تؤثّر هذه المقارنة في أداء الطّفل الأكاديميّ؟
- أنواع المقارَنة في الإطار المدرسيّ:
- المقارنة الإيجابيّة: يشجّع المعلّم الطّفل من خلال مقارَنةٍ تقدُّمه الحاليّ بتقدُّمه السّابق، مثل قياس تحسُّنه في القراءة أوِ الرّياضيّات عبر الزّمن. مثال: «لقد قمتَ بعملٍ جيّدٍ، وأنت تقوم بتطوير مهارتك يومًا بعد يومٍ».
- المقارنة السّلبيّة: مقارَنة الطّفل بأداء زملائه بطريقةٍ سلبيّةٍ، مثل مقارنته بالطّلّاب الّذين يحصلون على علاماتٍ أعلى في الامتحانات، ما يؤدّي إلى شعور الطّفل بالقلق والتّوتّر بسبب عدم مقدرته على مواكبتهم.
- التّأثيرات السّلبيّة للمقارنة بين الأطفال:
- تدنّي الثّقة بالنّفس: شعور الطّفل بعدم قدرته على تحقيق النّجاح بمفرده يؤدّي إلى تدنّي ثقته بنفسه وبقدراته.
- زيادة مستويات القلق والتّوتّر: الوقوع تحت ضغوطٍ نفسيّةٍ متزايدةٍ نتيجةً لرغبة الطّفل في التّفوّق على الآخرين يسبّب زيادة مستويات القلق والتّوتّر لديه.
- الشّعور بالدّونيّة والإحباط: عدم القدرة على المنافسة أوِ التّفوّق يُشعِر الطّفل بالدّونيّة والإحباط، ويؤثّر سلبًا في موقفه تُجاه النّجاح وإنجازاته المستقبليّة.
- تراجُع الأداء الأكاديميّ: الشّعور بالتّوتّر والقلق النّاتج عنِ المقارنة المستمرّة يؤدّي إلى تراجُعٍ في أداء الطّفل الأكاديميّ، حيث يصبح منَ الصّعب عليه التّركيز والتّفرّغ للدّراسة.
- فقدان الحافز والرّغبة في التّعلّم: فقدان الحافز والرّغبة في المُضِيّ قُدُمًا في عمليّة التّعلّم بعد شعور الطّفل بأنّه لن يتمكّنَ من تحقيق النّجاح بغضّ النّظر عن مجهوده.
- التّمرّد والانسحاب منَ النّشاطات المدرسيّة: قد يقوم الطّفل بالتّمرّد والانسحاب منَ النّشاطات المدرسيّة إذا شعر بأنّه غير مقبولٍ أو غير قادرٍ على المنافسة، ما يؤثّر سلبًا في تجربته التّعليميّة بشكلٍ عامٍّ.
- استراتيجيّاتٌ بديلةٌ لتعزيز الأداء الأكاديميّ من دون مقارنةٍ:
- استخدام التّشجيع الإيجابيّ وتعزيز الإنجازات الشّخصيّة.
- تطوير خططٍ دراسيّةٍ مخصَّصةٍ لكلّ طفلٍ تناسب احتياجاتِه وميوله الفرديّة.
- تعزيز العمل الجماعي والتعاون بين الطلاب لتحفيز التفاعل الإيجابي وتبادل المعرفة.
في النّهاية، تبرز أهمّيّة بناء بيئةٍ تعليميّةٍ تشجّع على التّعاون وتقبُّل الذّات، حيث يُمكن لهذه البيئة أن تساعدَ في تحقيق التّطوّر الفرديّ لكلّ طفلٍ وتعزيز قيم التّعاون والاحترام في المدرسة.