بعد يومٍ طويلٍ مع الطّفل، يشعر الأمّ والأب بالإرهاق، ويحاولان أحيانًا دَفْع الطّفل إلى النّوم بالطّرائق والوسائل شتّى…
وفي الكثير منَ الأحيان يحاول الطّفل جاهدًا المماطلة والتّأجيل: «أنا جائعٌ»، «أُريد أن أشرب»، «هناك وحشٌ تحت سريري أو في الخزانة»...
أحيانًا، قد يصل بنا الأمر إلى أن نفقدَ طاقتنا وبالتّالي أعصابنا، وقد نصرخ أو نتحدّث مع الطّفل بقسوةٍ كي لا يغادرَ الفراش لأيّ سببٍ كان!
مثل عادتها، لا تتوقّع «أرجوحة» منَ الأهل ومقدِّمي الرّعاية أن يكونوا مثاليّين، ولكنّها تحاول أن تساعدَهم في تفادي الممارسات الّتي قد تؤثّر سلبًا في صحّة أطفالهم النّفسيّة.
إذا كان وقت النّوم يتحوّل إلى حربٍ بينكم وبين الطّفل، وفي معظم الأوقات، فإنّ هذا المقال مخصَّصًا لكم!
وقت النّوم هو من أكثر الأوقات أهمّيّةً لتعزيز العلاقة بين الأهل والطّفل، وليس العكس. فعلى الرّغم من انتهاء اليوم، فالسّاعة الأخيرة لها أهمّيّةٌ كبيرةٌ بالنّسبة إلى العائلة. الصّراخ أوِ العتاب أوِ الأحاديث السّلبيّة تجعلنا نخسر هذه الفرصة لبناء الثّقة بيننا وبين طفلنا.
في هذا الوقت، يصبح الطّفل في حالٍ منَ الحساسية العالية عاطفيًّا، وما يسمعه قبل النّوم يتغلغل في اللّاوعي لديه، ويترك أثرًا كبيرًا في مدى استقراره النّفسيّ. من جهة أُخرى، يحتاج الطّفل إلى الشّعور بالحبّ والأمان قبل أن يغفو، وهذا ما يساعده في الحصول على نومٍ هادئٍ وآمنٍ.
ماذا يُمكننا أن نفعل؟
- تبادُل الأدوار بين الشّريكين، بحيث لا تقع هذه المَهمّة على عاتق شخصٍ واحدٍ بحيث تصبح مرهِقةً وجافّةً، كما أنّ تداوُر الأمّ والأب على وَضْع الأطفال في السّرير يعزّز العلاقة بين الطّفل وكلٍّ منهما.
- نتأكّد منَ الانتهاء منَ الأمور كلّها الّتي قد تشتّت الطّفل، مثل تناوُل العشاء أو دخول الحمّام…
- نأخذ بعين الاعتبار أنّ الطّفل قد يحتاج إلى التّحدّث قبل النّوم، فيُمكننا أن نحتسبَ هذا الوقت ضمن الرّوتين اليوميّ.
- منَ المهمّ ألّا يشعُرَ الطّفل أنّنا لا نستمتع بهذا الوقت الحميم معًا، فَلْنحاولِ الاسترخاء معًا بعيدًا عنِ الهاتف أوِ الإلكترونيّات.
أمّا القصّة السّحريّة الّتي يتداولها الآباء والأمّهات، فهي أنّ الأطفال لديهم راداراتٌ، وإذا شعروا بأنّ أهلهم على عجلةٍ من أمرهم للخروج والاستمتاع بوقتهم بعد نوم أطفالهم، فهُمْ يقاومون النّوم أكثر.
تتمنّى لكم «أرجوحة» اكتساب مهارة تعطيل الرّادارات.