تتكرّر ظاهرة النّزوح أو التهجير القسريّ في منطقتنا العربيّة لأسباب كثيرة أبرزها الحروب والأعمال العدوانيّة. وهذه الظّاهرة تُحدث تغييرات جذرية على حياة الأسرة قد تنعكس سلبًا على الطّفل.
من المهمّ أن نؤكّد على الاختلاف الكبير بين النّزوح أو التهجير القسريّ بسبب الأوضاع والظروف وبين الانتقال الطّوعي للعيش في مكان آخر، فالنزوح ليس خيارًا للتّرفيه إنّما قرار تتّخذه الأسرة لتأمين الحماية والعيش بأمان وكرامة.
اختارت لكم "أرجوحة" مجموعةً من الانعكاسات السّلبيّة للنّزوح على الطّفل في محاولة للتخفيف من آثارها:
- التّعب: قد تضطرّ العائلة للسفر أو قطع مسافات طويلة للوصول إلى مكانٍ آمن، إمّا مشيًا أو في السّيارة أو حتّى باستخدام وسائل نقلٍ مختلفة قد تكون غير آمنةٍ مثل القوارب الصّغيرة. لذلك يحتاج الطّفل إلى الرّاحة بعد قطع كلّ تلك المسافات.
- التّعرّض للمخاطر: يمكن أن يشاهد الطّفل حرائق أو يرى دخانًا أو ربّما دمارًا في منطقته بالإضافة إلى سماع أصوات عالية. كلّ ذلك قد يؤذي الطّفل نفسيًا ويزعجه وقد يجعله يطرح على نفسه الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى تدخّلنا أحيانًا للتخفيف من قلقه.
- ظهور الأعراض النفسية - الجسديّة: بسبب تعرّض الطّفل لمواقف ضاغطة وشعوره بالتّعب وزيادة حدّة المشاعر السّلبيّة لديه، قد تظهر عليه أعراض جسديّة مرتبطة بالوضع النفسي، مثل ألم في الرّأس، ألم في المعدة، غثيان، ضيق تنفّس...
- الحاجة إلى الأغراض الأساسيّة: حينما تخرج العائلة من منزلها، قد لا تتمكّن من أخذ جميع الأغراض التي تحتاج إليها وهذا قد يسبّب لها الإرباك، بخاصّة إذا لم تتمكّن من توفيرها في مكان نزوحها. وقد تكون الحاجات ملابس أو بطّانيات أو أوانٍ مطبخيّة، أو مستحضرات العناية بالنّظافة الشّخصيّة. كلّ هذه الأغراض ضرورية ومهمّة، وعدم توفّرها سيصعّب من نمط حياة الأسرة، ويضيف تحدّيات أمامها.
قد تختلف الانعكاسات من طفلٍ إلى آخر وتبعًا للظروف، ولكن في جميع الأحوال، ليس من السّهل أن نطلب من عائلةٍ ما أن تخرج من بيتها إلى مكان مجهول.
تتمنّى "أرجوحة" عودةً آمنةً لجميع المهجّرين.