مع انتقال العائلة إلى مكان جديد، ومصادفة أشخاص جدد وغرباء، من المهم أن نذكر الطفل ببعض الأمور للوقاية من احتمال تعرضهم للاساءة الجنسية، وخاصة مع تراجع خصوصيّة الأسرة والأفراد في مراكز النزوح. والأطفال من الجنسين يمكن أن يتعرّضوا لهذه التجربة الأليمة، ولأنّ هذا النوع من الإساءة يمكن أن يشكّل صدمة للطفل ويترك انعكاسات سلبيّة كثيرة عليه وعلى عائلته، يتوجّب علينا كأهل أخذ الحيطة لحماية الطفل.
تقدّم إليكم "أرجوحة" مجموعةً من الإرشادات العمليّة التي يمكن أن تساعدكم في حماية الطفل من الإساءة الجنسيّة التي من الممكن أن يتعرّض لها في مراكز النزوح:
- التأكيد على علاقة الثقة بيننا وبين الطّفل: عامل الثقة هو أساسي وضروري في كل العلاقات، فكيف في علاقتنا مع طفلنا؟ علينا أن نكون متأكدين أن الطفل يثق بنا، ويرتاح اخبارنا أي شيء قد يحدث معه، مهما كان محرجا. نخبر الطفل دائما، أن مهم حدث يحدث، أو سيحدث نحن نقف الى جانبه وندعمه، وأن موجودون لحمايته ومساندته، كما أننا نصدقه ونثق به بدورنا. نؤكد دوما على حبنا له، وأن هذا الحب لا شيء قد يغيره.
- التأكّد من إعطاء الطفل الإرشادات التي يحتاجها: يحتاج الطفل إلى معرفة طرق حماية نفسه. لذلك نسعى لتزويده بالمعلومات وإعطاءه النصائح حول كيفيّة التصرّف في حال حاول شخص ما مضايقته.
- نقدّم للطفل الإرشادات بما يتناسب مع عمره: حينما نقدّم النصائح للطفل نتنبّه إلى مدى قدرته على استيعاب الموضوع، وبما يتناسب مع عمره.
- نقدم المعلومات والنصائح للطّفل مع الحفاظ على هدوئنا: من المهم أن نحافظ على هدوئنا أثناء قيامنا بهذا الحديث المهم والحساس، وأن نحرص على عدم اثارة خوف الطفل أو قلقه. نتجنب عبارات مثل: هذا الموضوع خطير جدا/مخيف/علينا الحذر كل الوقت/جميع الغرباء مؤذيين… إذ لا داعي لإخافته أو تحويل موضوع "الحماية" إلى مصدر قلق دائم له.
- تعزيز الثقة بين الطفل والأهل: نسعى لأن يتحدّث الطفل عن كل ما يرغب فيه سواء كان موضوعًا يحبّه أو يزعجه. نخبره أنّنا دائمًا جاهزون للاستماع إليه ومساعدته، ونُشعره بالأمان في كلّ مرةٍ أراد أن يشاركنا الحديث. علاقة الثقة التي تحدثنا عنها أعلاه تحتاج للمتابعة، والتوطيد.
- الاتفاق مع الطفل مسبقًا على الأماكن المسموح اللعب فيها: نطلب من الطفل أن يخبرنا بالأماكن التي يرغب في تمضية وقته فيها ونتأكّد من أنّها ليست في مكان بعيد عن ناظرنا، أو مغلقة. ويفضّل أن تكون قريبة منّا، لتتيح لنا الاطمئنان عليه بين الحين والآخر.
تختلف الطرق التي يمكن للأهل اعتمادها لحماية الطفل من التحرّش لذلك نتمنّى من الأهل السّعي للتعرّف أكثر على أشكال الإساءة الجنسيّة وآثارها وكيفيّة ملاحظتها على الطفل من خلال مطالعة مقالات "أرجوحة" المرتبطة بهذا الموضوع. كما ويمكنكم قراءة الجزء الثّاني من هذا المقال.
تتمنّى "أرجوحة" لجميع النّازحين عودةً آمنة.