غالبًا ما يُقرن اكتئاب ما بعد الولادة بالأمّهات. إلّا أنّ الدراسات تُظهر أنّ الآباء معرّضون له أيضًا. فبحسب إحداها فإنّ واحدًا من كلّ عشرة آباء قد يعاني من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة خلال السنة الأولى من حياة الطفل. وفي ظلّ ضعف الإضاءة على هذه المسألة في مجتمعاتنا، يأتي هذا المقال من "أرجوحة" ليركّز على صحّة الآباء النفسية وكيفية دعمهم في هذه المرحلة.
علامات اكتئاب ما بعد الولادة لدى الرجال:
تتفاوت أعراض اكتئاب ما بعد الولادة من والد إلى آخر، وقد تكون أقلّ حدّة من تلك التي تظهر لدى الأمّهات، لكنها تبقى مؤثرة وتتطلّب الانتباه. من أبرز العلامات العامّة:
- شعور بالحزن أو الفراغ.
- تعب مستمرّ وقلّة نشاط.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
- صداع وصعوبة في التركيز.
- اضطرابات في النوم والشهيّة.
- انسحاب اجتماعي وشعور بالفشل أو بعدم الكفاءة.
كما قد تظهر لدى بعض الآباء أنماط سلوكية مختلفة مثل:
- الابتعاد عن الطفل وتجنّب التفاعل معه.
- الانغماس في العمل.
- الانفعال الزائد أو نوبات الغضب غير المبرّرة.
- الفتور العاطفي.
- اللجوء إلى الكحول أو المهدّئات للتعامل مع المشاعر.
من الضروري الحصول على استشارة نفسية متخصّصة في حال ظهور هذه الأعراض.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة لدى الرجال:
تتعدّد العوامل التي قد تُسهم في إصابة الآباء باكتئاب ما بعد الولادة، ومنها:
- التغيّرات الهرمونية التي قد تصيب الرجل أيضًا في خلال فترة الحمل وبعد الولادة، وفق ما أظهرته بعض الدراسات.
- الشعور بضغط المسؤوليّة والخوف من الفشل في أداء دور الأب.
- التغيّرات الحياتية المرافقة لانتظار وصول الطفل، مثل قلّة النوم وزيادة التوتّر.
- ضعف الدعم الاجتماعي والمهني.
- التغيّرات في العلاقة الزوجية.
- تهميش الصحّة النفسية للرجل ممّا يؤدي إلى تأخير التشخيص وعدم التدخّل المبكر.
تشجّع "أرجوحة" على كسر الصورة النمطية عن الرجل بأنّه لا يتأثر نفسيًا، وتشدّد على ضرورة توفير الدعم المناسب له والاهتمام بصحّته النفسية وطلب المساعدة المتخصّصة عند الحاجة. فالصحّة النفسية المتوازنة للأب تُعدّ عاملًا أساسيًا في دعم الأسرة وتعزيز النمو السليم للطفل.