Instagram Facebook YouTube

شقّ العِجان: ضرورة طبّية أم خيار قابل للنقاش؟

ما هو العِجان؟ 

العِجان  موجود عند النساء و الرجال، عند النساء هو مساحة صغيرة من الجلد والعضلات تربط بين الجهاز التناسلي السفلي (المهبل) والجهاز الهضمي السفلي (الشرج). وعند الرجال: بين كيس الصفن وفتحة الشرج. 

 

يؤدّي العِجان لدى النساء دورًا كبيرًا بخاصّة خلال مرحلة الحمل والولادة وهو جزء من عضلات قاع الحوض حيث:

  • يدعم أعضاء الحوض الثلاث (الرحم، المثانة، المستقيم)

فمع تقدّم الحمل ونمو الجنين، يزداد الضغط على هذه الأعضاء، ويعمل العجان كجزء ممّا يسمّى "الأرجوحة العضلية" التي تثبّت الأعضاء وتحافظ على استقرارها.

  • يساهم في التحكّم بالتبوّل والإخراج.
  • يتمدّد أثناء الولادة للسماح بمرور رأس الجنين. 

 

ما هو شق العجان؟

شق العجان (Episiotomy) هو إجراء جراحي صغير يُجرى خلال المرحلة الثانية من الولادة الطبيعية، ويتمّ من خلاله شق في منطقة العجان، بهدف توسيع فتحة الولادة لتسهيل خروج رأس الجنين. 

لفترة طويلة، اعتُبر هذا الإجراء ممارسة طبّية روتينية خلال عملية الولادة الطبيعية حول العالم، بخاصّة في الحمل الأوّل، حيث كان يُعتقد أنّه يَقي من التمزّقات العشوائية الشديدة، ويحمي عضلات قاع الحوض.

لكن الدراسات الحديثة كان لها رأي آخر، حيث أظهرت أنّ شق العجان الروتيني لا يقلّل بالضرورة من خطر التمزّقات الشديدة، بل على العكس، قد يزيد التمزّقات من الدرجة الثالثة والرابعة، ويُطيل فترة التعافي، ويزيد من احتمال حدوث ألم مزمن أو مضاعفات مثل صعوبة الجلوس أو التبوّل أو الجماع بعد الولادة وقد يسبّب الإمساك. 

بناءً على ذلك، توصي منظمة الصحّة العالمية (WHO) والكلية الأميركية لأطبّاء التوليد والنساء (ACOG) باعتماد سياسة "الاستخدام الانتقائي" والتخلّي عن شق العجان الروتيني، وبالتالي اللجوء إلى شق العجان فقط عندما تستدعي الضرورة الطبّية ذلك، مثل تأخّر خروج رأس الجنين مع خطر تمزّق كبير.

 

كيف يمكن تقليل الحاجة إلى هذا الإجراء؟

يمكن تقليل الحاجة إلى شق العجان من خلال تحضير العجان مسبقًا عبر إجراءات عديدة تبدأ من الحمل منها:

  • التدليك المنتظم في الأسابيع الأخيرة من الحمل - ابتداءً من الأسبوع 34 - باستعمال زيوت طبيعية مثل زيت اللوز، 3-4 مرّات أسبوعيًا. 
  • اعتماد وضعيات ولادة تقلّل الضغط على هذه المنطقة، مثل وضعية القرفصاء (Squatting)، الركوع الأمامي (hands and knees)، الجانب الأيسر. فقد بيّنت الدراسات أنّ الولادة على الظهر (الوضعية الشائعة في المستشفيات) تزيد الضغط على العجان. 
  • التوجيه المناسب وغير القسري من القابلة أو الطبيب وقت الدفع الذي يُجنّب الدفع المفاجئ أو الزائد. يُفضّل الدفع مع الشعور الطبيعي بالحاجة، وليس تحت ضغط خارجي للأم خلال الدفع. 

يشار إلى أهمّية ثقة الأم الحامل في جسدها واسترخائها اللذين يعكسان تجربة إيجابية مع تجنّب إجراء شق العجان غير الضروري.

 

بناء على ما تقدّم، من المهمّ المناقشة والاتفاق الواضح بين الفريق الطبي والأم بعد عرض الفوائد والمخاطر لإجراء شق العجان، وذلك قبل الولادة خلال رسم مخطّط الولادة مع القابلة أو الطبيب النسائي المتابع.

 

الكاتب
زهراء بردى، قابلة قانونية

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم