تعتبر منظمة الصحة العالمية (WHO) والكلّية الأميركية لأطبّاء النساء والتوليد (ACOG) في آخر توصياتها أنّ تقنيّات التنفّس والدفع هي من المهارات الأساسية التي يجب أن تكتسبها الأم خلال الحمل لتتهيّأ للولادة. فهذه التقنيّات لا تساعدها فقط على التحكّم في جسدها وإدارة الألم والإجهاد بل تساعدها أيضًا على الحفاظ على مستوى عال من الأكسجين الذي بدوره يمدّ المرأة، خلال المخاض والدفع، بالطاقة اللازمة. بالإضافة إلى ذلك تحسّن هذه المهارات الدورة الدموية حول الرحم والمشيمة ممّا يخفّف تعب الولادة على الجنين ويمدّه بالأكسجين بشكل أفضل.
يُفضّل أن تكتسب الحامل هذه المهارات قبل البدء بمرحلة المخاض والولادة، أي خلال فترة الحمل من خلال التثقيف والتدريب أو عبر حضور دروس خاصّة.
أوّلًا: التنفّس
ينصح بالتنفّس العميق والبطيء عبر الأنف، ثمّ إخراج النَفَس بهدوء من الفم، خلال المرحلة الأولى من المخاض (الطلق المبكر)، بهدف تخفيف التوتّر والحفاظ على مستوى عال من الأكسجين.
مع الدخول في مرحلة الطلق الفعّال وازدياد قوّة الانقباضات، يمكن استخدام تنفّس قصير وخفيف عبر الفم أو ما يُعرف بتنفّس الشفاه المضمومة: عبر أخذ نفس من الأنف ثم إخراجه من الفم مع إبقاء الشفتين شبه مغلقتين (كأنّ الأم تصفُر بهدوء). وهذا ما يجعل الهواء يخرج ببطء أكثر، فيساعد على إبقاء الشعب الهوائية مفتوحة لمدة أطول ويحسّن تبادل الغازات (الأكسجين وثاني أكسيد الكربون).
عند الشعور برغبة في الدفع في هذه المرحلة وقبل اكتمال توسّع عنق الرحم، يساعد التنفّس السريع والسطحي على تأجيل الدفع وحماية الرحم.
ثانيًا: الدفع
يبدأ الدفع الفعّال عند اكتمال توسّع عنق الرحم (10 سم) واختفائه 100%. تشجّع التوصيات الحديثة الدفع العفوي عند الشعور برغبة في ذلك، بدل الدفع القسري. وتقوم التقنية الصحيحة على أخذ نفس عميق، ثمّ توجيه القوّة إلى الأسفل في اتّجاه الحوض مع إخراج النفس تدريجيًا. يجب تجنّب حبس النفس لفترة طويلة لتفادي نقص الأكسجين. بين الانقباضات، يُنصح بالاسترخاء واستعادة الطاقة.
تقلّل هذه التقنية مدّة المرحلة الثانية من الولادة، وتخفّف التمزّقات واللجوء إلى شقّ العِجان، بالإضافة إلى مساعدتها في إيصال الأكسجين بنسبة أكبر إلى الجنين. إلّا أنّ التثقيف والتدريب المسبقين يمنحان الأم ثقة أكبر، ويساعدانها على خوض تجربة ولادة أكثر أمانًا وراحة لها ولطفلها.