Instagram Facebook YouTube

بين المثالية والواقع: كيف يواجه الأهل روتين المدرسة؟

مع بداية العام الدراسي، لا يقتصر التحدّي على تنظيم وقت الأطفال وحقيبتهم وواجباتهم، بل يمتدّ ليشملنا نحن الأهل. كثيرًا ما نقارن أنفسنا بغيرنا: هل نجهّز الطعام كما يفعلون؟ هل نتابع الدروس كما يتابعون؟ هل نوفّر لأولادنا ما يوفّره غيرنا؟ هذه المقارنات تتحوّل بسرعة إلى جلد للذات، وإلى شعور بأنّنا لا نؤدّي دورنا كما يجب. نرسم صورة مثالية في أذهاننا للأهل "القدوة"، ثم نكتشف أنّ الواقع مختلف تمامًا. ويبدأ الضغط الحقيقي مع العودة إلى المدرسة.

كأهل، قد نجد أنفسنا نطرح أسئلة متكرّرة:

  • هل نتأخّر في إنجاز المهام؟
  • هل ننجزها بصعوبة أكبر من غيرنا؟
  • هل علينا أن نحقّق نتائج أفضل ممّا نحقّقه؟
  • هل غيرنا من الأهل أفضل منّا؟ هل نحن مقصّرون؟

هذه التساؤلات شائعة جدًا، وهي جزء طبيعي من التكيّف مع مرحلة جديدة.

إذا كنتم تختبرون مثل هذه المشاعر، تذكّروا أنّ:

  • التأقلم يحتاج وقتًا: في البداية قد نتأخّر أو نرتبك، لكن مع الوقت يصبح الروتين أكثر سلاسة.
  • الممارسة تصنع التلقائية: أي مهمّة تتطلّب تكرارًا حتى نصبح قادرين على أدائها بمرونة وراحة أكبر.
  • التطوّر تدريجي: التحسّن لا يحدث دفعة واحدة، بل خطوة خطوة.
  • الاختلاف طبيعي: قدراتنا ليست متشابهة، قد نتفوّق في مهام معيّنة بينما يتفوّق غيرنا في أخرى. المقارنة لا تجلب سوى ضغطًا إضافيًا.
  • لا وجود للمثالية: لم يكن الكمال يومًا من صفات الأهل. المطلوب فقط أن نبذل جهدنا قدر استطاعتنا.
     

تذكّروا أنّ المثالية مجرّد وهم. لا يوجد والد أو والدة "مثاليون"، وكلّ مقارنة لأنفسنا بغيرنا تضيف عبئًا لا لزوم له. العودة إلى المدرسة فرصة لإعادة ترتيب حياتنا، لتعلّم الموازنة بين المسؤوليات والرعاية الذاتية، ولإدراك أنّ كلّ جهد نقوم به مهما بدا صغيرًا له أثر كبير على أطفالنا. امنحوا أنفسكم حق الخطأ، امنحوا أنفسكم وقت التأقّلم، وكونوا صادقين مع قدراتكم وإمكانياتكم. التقدّم الحقيقي لا يُقاس بالكمال، بل بالمرونة والوعي والقدرة على المحاولة يوميًا.

 


 

الكاتب
ريم عثمان

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم