Instagram Facebook YouTube

رجفة ما بعد الولادة. 

تختبر أغلب النساء الحوامل رجفة ما بعد الولادة وهي من الظواهر الجسدية الشائعة التي تظهر في الساعات الأولى بعد الولادة الطبيعية أو القيصرية. وهي تتّخذ شكل رعشة أو اهتزاز غير إرادي في الجسم، يشبه القشعريرة الناتجة عن البرد، وتستمرّ عادة من بضع دقائق إلى ساعة، ثمّ تختفي تلقائيًا وهي ليست مرضًا يحتاج إلى علاج محدّد.

- تشير الدراسات إلى أنّ هذه الرجفة لا ترتبط عادةً بدرجة حرارة الغرفة أو بوجود عدوى فيروسية، بل تنجم عن عوامل فيزيولوجية معقّدة. أحد أبرز التفسيرات هو التغيّر المفاجئ في توازن الجهاز العصبي بعد الولادة، حيث تعدّ استجابةً للجهد الجسدي والنفسي الهائل الذي تبذله المرأة. كذلك، قد يؤدّي فقدان الدم وتبدّل مستويات الهرمونات، مثل الأوكسيتوسين والإبينفرين، دورًا في هذه الاستجابة.

- هناك عوامل أخرى قد تزيد من احتمال حدوث الرجفة، مثل التخدير فوق الجافية أو العام أثناء الولادة القيصرية، إذ تؤثر أدوية التخدير على التنظيم الحراري للجسم. كما يمكن أن تؤدّي الاستجابة المناعية والتفاعل مع دخول الميكروبات الطبيعية إلى مجرى الدم بعد الولادة، دورًا جزئيًا في حصول الرجفة.

- وبالرغم من أنّ هذه الظاهرة قد تكون مزعجة ومقلقة للأم، إلّا أنّها غالبًا ما تكون غير خطيرة ولا تستدعي تدخّلًا طبيًا خاصًا. ومن الممكن اتخاذ بعض الإجراءات البسيطة للحد منها مثل التدفئة بالبطانيات، والدعم النفسي والملامسة الجلدية مع الطفل، ومعرفة الأم بأنّ هذه الرجفة عابرة. في حال استمرّت الرجفة لفترة طويلة، أو ترافقَت مع حرارة أو انخفاض ضغط الدم أو نزيف شديد، ينبغي إجراء تقييم طبي لاستبعاد مضاعفات مثل العدوى أو النزيف ما بعد الولادة.

وتبقى التوعية المسبقة حول "رجفة ما بعد الولادة" حجر الأساس لمساعدة الأم على تقليل خوفها كما وتعزّز استعدادها النفسي لتجربة الولادة وما ينتظرها بعدها.

 

الكاتب
زهراء بردى، قابلة قانونية

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم