Instagram Facebook YouTube

التنوّع الغذائي لصغار الأطفال يبدأ منذ عمر6 أشهر

ينمو الطفل في عاميه الأوّلين بسرعة مذهلة، وهي فترة ذهبية لا تتكرّر. وخلالها يحتاج إلى ما هو أبعد من مجرّد طعام يملأ البطن، بل إلى غذاء متكامل يمدّ كلّ خليّة في جسمه بما يعزّز نموّه وتطوّره. يبقى السؤال الأهم: كيف نوفّر للطفل تنوّعًا غذائيًا يمنحه أفضل بداية في الحياة؟ حضّرت "أرجوحة" الإجابات في هذا المقال. 

 

كثافة المغذّيات قبل كثافة السعرات:

مع بلوغ الطفل عمر الستة أشهر، لا يعود الحليب وحده كافيًا لتلبية احتياجاته الغذائية المتزايدة. وهنا تبرز أهمية إدخال أصناف متنوّعة من المجموعات الغذائية الرئيسية، والتركيز على الأطعمة التي توفّر له مزيجًا متكاملًا من العناصر الغذائية. 

  • الأطعمة الحيوانية مثل اللحم، والدجاج، والسمك والبيض: يُنصح بتقديمها يوميًّا فهي تُعدّ مصدرًا غنيًا بالبروتينات عالية الجودة، كما توفّر معادن أساسية كالحديد والزنك والكالسيوم، وفيتامينات مهمّة مثل (A) و(B12) وتمتاز بارتفاع قدرة الجسم على امتصاصها والاستفادة منها بشكل أفضل مقارنةً بالمصادر النباتية. 
  • الخضار والفاكهة: ينصح بتقديمها يوميًّا وهي مصدر أساسي للألياف والفيتامينات مثل (A) و(C) و(K)، فضلًا عن البوتاسيوم والفولات.
  • البقوليّات والمكسّرات والبذور: تُقدَّم بشكل متكرّر، بخاصّة عند محدودية توفّر اللحوم والبيض والخضار. وهي مصدر مهمّ للطاقة والبروتين والدهون الصحّية، وتحتوي أيضًا على الحديد والزنك والثيامين. نحرص على تقديمها بطريقة آمنة لا تشكّل خطر الاختناق على الطفل.
  • النشويّات مثل الحبوب والجذور والدرنات (الأرزّ، القمح، البطاطا، الخبز): يُنصح بتقليلها، فبرغم سهولة الحصول عليها، إلّا أنّ قيمتها الغذائية محدودة مقارنةً بالمصادر الأخرى. فهي تحتوي على بروتينات منخفضة الجودة، وغالبًا ما تفتقر إلى عناصر مهمّة كالحديد والزنك وفيتامين ( B12) كما قد تحتوي على مركّبات تضعف امتصاص المغذّيات في الجسم.

 

نصائح عملية:

  • نستبدل الحبوب المكرّرة بالحبوب الكاملة كلّما كان ذلك ممكنًا.
  • نقدّم أصنافًا مختلفة حتى من داخل المجموعة نفسها، فالقيمة الغذائية للجزر مثلًا تختلف عن السلق، والتنوّع يكمل اللوحة الغذائية.
  • نعزّز امتصاص الحديد من المصادر النباتية عبر جمعه مع مصادر حيوانية في الصحن نفسه أو إضافة مصدر لفيتامين (C) مثل العدس مع عصرة من الليمون.

 

لا يقتصر التنوّع على الفوائد الجسدية فقط، بل يسهم في تعريض الطفل منذ الصغر إلى نكهات وقوامات مختلفة فيصبح أكثر انفتاحًا على الأطعمة الجديدة لاحقًا، ويطوّر علاقة إيجابية مع الطعام تدوم مدى الحياة.

 

الكاتب
.نور الهدى عزالدّين مستشارة دولية للرضاعة الطبيعية

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم