تُعَدّ الإشارات الصّامتة إحدى الأدوات الفعّالة لتوجيه الطّفل وتحفيزه لاختيار السّلوك الصّحيح والمناسب.
لذلك، تنصحكم «أرجوحة» بمتابعة هذا المقال للتّعرّف إلى هذه التّقنيّة.
«الإشارات الصّامتة» كما يوحي الاسم، هي طريقةٌ غير لفظيّةٍ بسيطةٍ لنقل الرّسائل بين الأهل والطّفل حتّى يتمكّنَ الأخير من فَهْمها بسرعةٍ وكفاءةٍ.
وتتمثّل في: إيماءات اليد والرّأس، تعبيرات الوجه وحركات الجسم.
تحمل هذه الإشارات معانٍ معيّنةً، مثل الإشارة باليد للتّعبير عن الموافَقة أوِ الرفض، أو تغيير النّظرة العينيّة للتّحفيز على القيام بسلوكٍ معيّنٍ. من المهمّ ألّا يكونَ لكلّ إشارةٍ أكثر من معنى حتّى لا يتشتّتَ الطّفل.
يُمكن استخدام هذه الأداة في تحفيز الطّفل على التّصرّف الصّحيح في العديد من المواقف مثل تشجيعه على أداء واجباته المدرسيّة أوِ الأعمال المنزليّة وغيرها...
في ما يلي سنضع الإشارات الصّامتة موضع التّطبيق لتوضيحها.
المثال الأوّل:
حان وقت اللّعب، الإشارة الصّامتة: توجيه إصبع اليد إلى موقع اللّعب مع غمزةٍ.
المثال الثّاني:
حان وقت الواجبات المدرسيّة، نكتفي بالْتقاء نظراتنا ثمّ الإشارة إلى ساعة الحائط.
نلاحظ من الأمثلة التّطبيقيّة أنّ الهدف يُكمن في لَفْت النّظر إلى السّلوك المتوقّع، ما يحفّز الطّفل على المبادَرة به مقارنةً مع الطّلب إليه الإذعان لأوامرنا.
أهمّيّة استخدام الإشارات الصّامتة:
ـ تطوُّر استقلاليّة الطّفل: تشجّع الطّفل على القيام بأفعالٍ من دون الحاجة إلى توجيهاتٍ مباشرةٍ، ما يساعده على تطوير الثّقة بنفسه واتّخاذ القرارات بناءً على تقويمه الخاصّ.
ـ تجنُّب العراك والطّاقة السّلبيّة: نحن نميل إلى إعطاء الكثير من الأوامر في خلال تفاعلنا اليوميّ مع الطّفل، وذلك يؤدّي إلى مقاومةٍ منه في تنفيذ طلباتنا.
لذلك، تسمح هذه الوسيلة بأخذ فرصةٍ من التّوجيهات المباشرة وخَلْق جوٍّ إيجابيٍّ.
ـ تعزيز التّواصل: تحسِّن نوعيّة التّفاعل بين الأهل والطّفل، وتعزّز الثّقة المتبادَلة بينهما.
لضمان نجاح هذه الطّريقة، يجب أن يتمّ استخدامها بشكلٍ صحيحٍ ومتناسبٍ مع الأهداف المحدَّدة، كما يجب تجنُّب الاستخدام المفرط لها كي لا تفقدَ فعاليّتها إذا تمّ اللّجوء إليها بشكلٍ متكرّرٍ، على أن يرافقَها التّحدّث والتّواصل المباشر بين الأهل والطّفل.