هناك عواملُ عدّةٌ تؤثّر في فَهْم اللّغة المحكيّة واستخدامها عند الأطفال، وهي إمّا عَضويّةٌ وإمّا بيئيّةٌ.
في هذا المقال، سنقوم بعرض بعض العوامل العَضويّة:
العوامل العَضويّة/الجسديّة:
ـ ضعف السّمع: لا يُمكن للطّفل تطوير لغته المحكيّة إذ لم يكُنْ باستطاعته سماعها. بالتّالي، إذا كان الطّفل يواجِه مشاكلَ سمعيّةً إن كانت ضعيفةً أو شديدةً، أوِ الْتهابٍ متكرّرٍ في الأُذُن، يُمكن لذلك أن يؤدّي إلى تأخّرٍ لغويٍّ حتّى يتمَّ اكتشاف المشكلة وعلاجها. وهنا، يكمُن دَوْر الأهل في مراقَبة تفاعُل الطّفل مع الأصوات المحيطة به.
ـ المتلازمات على أنواعها: وهي نتيجة انقسامٍ غير متوازٍ في الخلايا والكروموزومات عند تكوُّن الجنين. قد تسبّب هذه الاختلافات تغيّراتٍ في الملامح الجسديّة، اختلاف في النّموّ واختلاف في القدرات الذّهنيّة. هذه الاختلافات تؤثّر في مقدرة الطّفل على الفهم والتّعبير في استخدام اللّغة المحكيّة.
*كما تؤثّر الاضطرابات النّمائيّة مثل التّوحّد على مقدرة الطّفل على التّواصل مع الأشخاص، ممّا يؤدّي إلى تأخّرٍ في فَهْم الكلام وتأخُّرٍ في استخدام اللّغة المحكيّة.
ـ مشاكل عند الولادة: تشمل عواملَ عدّةً، منها نَقْص الأوكسجين أوِ الولادة المبكرة الّتي تؤدّي إلى مشاكلَ صحّيّةٍ بسيطةٍ أو شديدةٍ بحسب شدّة المشكلة. وقد تسبّب هذه المشاكل تحدّياتٍ مختلفةً للطّفل على الصّعيد الجسديّ أوِ الذّهنيّ أوِ الاثنين معًا.
هذه التّحدّيات إن وُجَدت، تسبّب بتأخّرٍ في الفهم والتّعبير بحسب شدّتها. لذا، يُستَحسَن المتابَعة من الأطبّاء والمعالِجين التّخصُّصيّين.
ـ الشّلل الدّماغيّ: وهو تلفٌ في دماغ الطّفل، وعادةً يحدُث قبل الولادة وله أسبابٌ عديدةٌ، منها الجلطة الدّماغيّة، النّزيف الدّماغيّ، العدوى أوِ الْتهابٍ يُصيب الأمّ ويؤثّر في نموّ الطّفل وغيرها من الأسباب… يسبّب الشّلل الدّماغيّ تشنُّجاتٍ عضليّةً كبيرةً أوِ ارتخاءً عضليًّا في الجسم، فيصعَب على الطّفل التّحكّم بالعضلات المتعلّقة بالكلام، كما ويصعَب عليه فَهْم واستيعاب الكلام.