يبني الطّفل علاقةً عاطفيّةً مع والده تشبه تلك الّتي يبنيها مع والدته. وطبيعة التّعلّق بين الطّفل وأمّه تشبه أيضًا تلك الّتي تكون بينه وبين والده.
مثلّث التّربية الأساسيّ يتكوّن من أبٍ، أمٍّ وطفلٍ. لذلك، فإنّ غياب أيٍّ من الأمّ أوِ الأب يترك فراغًا لدى الطّفل.
تقدّم إليكم «أرجوحة» مجموعة نصائحَ عمليّةً تحافظ على استقرار العلاقة بين الأب والطّفل في ظلّ غياب الأب عن المنزل بسبب العمل:
- تبرير الغياب: التّوضيح للطّفل سبب غياب الأب عن المنزل حتّى يتفهّمَ مثلًا عدم حضوره إلى حفلة عيد ميلاده أو عدم مشاركته بالعشاء العائليّ. من الجيّد أن يتعرّفَ الطفل إلى طبيعة عمل الأب، مع التّأكيد أنّه يعمل ليؤمّنَ احتياجاتِ العائلة.
- التّحدّث بإيجابيّةٍ مع الطّفل: التّواصل بشكلٍ مستمرٍّ مع الطّفل حتىّ لو كانتِ المحادثة عبر الهاتف ونحاول عبرها أن نمرّرَ رسائلَ إيجابيّةً للطّفل، مثل:«اشتقتُ إليك!»، «سأُحاول ألّا أتأخّرَ اللّيلة حتّى أتناولَ العشاء معك» ، «حتّى لو كنتُ مسافرًا إلّا أنّني أُحبّك كثيرًا».
- التّعرّف إلى تفاصيل الطّفل: من المهمّ أن يتعرّفَ الأب إلى شخصيّة طفله، مثل: الأشياء الّتي يُحبّها الطّفل وتلك الّتي لا يُحبّها، أصدقائه المفضّلين، برنامجه اليوميّ...
معرفة شخصيّة الطّفل ستساعد في التّواصل معه بشكلٍ فعّالٍ.
- متابَعة إنجازات الطّفل: قد يتمّ تكريم الطّفل في المدرسة، أو حيازته ميداليّةً ما أو ربحه في مباراةٍ مُهمّةٍ في خلال سفر الأب، وكي لا يشعُرَ الطّفل بالحزن أوِ الإهمال، من المهمّ أن يتابعَ الأب إنجازاتِ الطّفل ويُظهِرَ اهتمامه بالتّفاصيل كلّها الّتي يعيشها الطّفل ويُخبره أنّه يتابع نجاحاتِه بمساعدة الأمّ.
- الحضور الفعّال للأُسرة: هنا، نؤكّد على دَوْر الأُسرة الكبيرة في دَعْم الطّفل. ولا نقصد بذلك أنّ العمّ، الخالة، أوِ الجدّ هُمْ بديلٌ عن الأب، ولكنّهم باستطاعتهم أن يكونوا إلى جانب الطّفل كلّما احتاج إليهم ودَعْمه نفسيًّا واجتماعيًّا.
- جودة الوقت: ليس المهمّ عدد السّاعات الّتي يقضيها الأب مع الطّفل بقَدْر أهمّيّة جودة هذا الوقت.
قد لا يكون غياب الأب سهلًا على الأُسرة، ولكنّ اتّباع هذه الإرشادات سيخفّف من آثاره السّلبيّة. كما ونؤكّد على عدم محاوَلة الأمّ لَعِب دَوْر الأب، لأنّ الطّفل في حاجةٍ إلى أمٍّ وأبٍ في الوقت نفسه؛ وقيام شخصٍ واحدٍ بالدَّوْرين سيضرّ بمثلّث التّربية.