مع بداية كلّ سنة دراسية، تواجه العديد من العائلات مفاجآت ومشاعر جديدة لدى الطفل. قد يشعر بعض الأطفال بالخوف أو الحزن أو التردّد عند فراق الأهل، وهو أمر طبيعي. لكن أحيانًا يصبح هذا القلق شديدًا ويؤثّر على النشاط اليومي للطفل، ممّا يستدعي فهم الفرق بين القلق الطبيعي وقلق الانفصال، وكيف يمكن للأهل مساعدة أبنائهم على تجاوز هذا الوضع.
ما هو القلق الطبيعي وما هو قلق الانفصال؟
القلق الطبيعي:
هو استجابة عاطفية مؤقّتة تظهر عندما يتعرّض الطفل لتجربة جديدة أو تغيير (مثل اليوم الأوّل في المدرسة)، وتشمل مشاعر مثل الخوف من الانفصال المؤقّت عن أحد الأهل. هذا القلق عادة ما يزول بعد أيام أو أسابيع عندما يعتاد الطفل على الروتين الجديد.
قلق الانفصال (أو اضطراب قلق الانفصال إذا كان شديدًا):
هو حالة يكون فيها القلق من الانفصال عن الأهل أو مقدّمي الرعاية أكبر من المعتاد، ويستمرّ لفترة أطول، وقد يترك تأثيرًا ملحوظًا في أنشطة الطفل اليومية، مثل رفض الذهاب إلى المدرسة، اضطرابات النوم، أو آلام مثل ألم المعدة أو الرأس (لا أساس جسديًا لها)
الأعراض التي تميّز كلّ حالة
أعراض القلق الطبيعي:
- يستمرّ القلق من أيام إلى أسابيع، ثمّ يتراجع تدريجيًا.
- يستطيع الطفل مواصلة نشاطاته بعد تشجيع بسيط.
- بعض البكاء أو الحزن، مع إمكانية تهدئته بسرعة.
- استمرارية الرغبة في البقاء مع الأهل مؤقّتة، الطفل يبدأ بالشعور بالأمان تدريجيًا.
أعراض قلق الانفصال المزمن أو الشديد:
- يستمرّ لأشهر أو حتى أكثر، من دون تحسّن كافٍ مع الوقت.
- يؤثّر قلق الانفصال على المدرسة، النوم، الأصدقاء، والحالة النفسية العامّة للطفل.
- مقاومة كبيرة، نوبات بكاء أو غضب، وربّما أعراض جسدية مثل الدوار، المغص، الصداع.
- الطفل يرفض البقاء وحده أو مع أحد المعلّمين، ويشعر بالخوف الشديد عند الانفصال.
الأسباب والعوامل التي تُسهِّل القلق
- تغيّر مفاجئ في الحياة (مثل بدء المدرسة، الانتقال إلى منزل جديد، وفاة شخص قريب).
- أنماط التعلّق (كيف يرتبط الطفل بأمه/أبيه) والأسلوب المرافق لهذا الانفصال، مثلًا إذا كان الفراق مصحوبًا بإشارات قلق عند الأهل، فقد يزيد شعور الطفل بالقلق.
- سلوك الأهل: هل يطمئنّ الطفل كثيرًا؟ أم هل يشجّعه على الاستقلال تدريجيًا؟
- الظروف الصحّية أو النفسية للطفل، أو وجود تاريخ عائلي من القلق. أحيانًا إصابة الطفل بمرض معيّن، قد يزيد من درجة التعلّق والقلق بين الطفل والأهل.
القلق من الانفصال طبيعي في بدايات المدرسة، لكن إذا طال أو أثّر على حياة الطفل اليومية، يحتاج الأهل إلى تدخّل ودعم إضافي. بالصبر والتدرّج والتعاون مع المدرسة، يمكن للطفل أن يتجاوز هذه المرحلة بثقة وأمان.