بعد مرور بضعة أسابيع على الرّضاعة الطّبيعيّة، قد نلاحظ أنّ ثدينا أصبح أكثر طراوةً، ما يسبّب لنا القلق حول إنتاجيّة الحليب. فهل يوجد مبرّرٌ لقلقنا؟
ستعرض لنا «أرجوحة» التّغيّرات الطّبيعيّة في الثّدي في الأسابيع الأولى.
بعد مرور 3 إلى 5 أيّامٍ على الرّضاعة، نشعر أنّ الثّدي أكثر امتلاءً أو حتّى أثقل. فعليًّا تزيد كمّيّة الحليب تدريجيًّا، وقد يترافق مع ذلك شعورنا المتكرّر بالامتلاء. لذلك، قد نعتقد أنّ امتلاء الثّدي يساوي إنتاجًا وافيًا للحليب. لكن، على العكس تمامًا، فالامتلاء مُرتبطٌ بعدم تكيُّف الثّدي مع كمّيّة الحليب المتزايدة الّتي يحتاج إليها الطّفل. فجسمنا لا يزال يكتشف، يختبر ويتأقلم. إضافةً إلى ذلك، في الأسابيع والأشْهُر الأولى يكون جسمنا تحت التّأثير الهرمونيّ الّذي يجعلنا أكثر عرضةً إلى زيادة مستوى إنتاج الحليب إذا دعت الحاجة. لذلك، مثلاً لرضاعة توأمٍ أو حتّى ثلاثة توائم، وبالتّالي قد يؤدّي إلى الامتلاء.
في مرحلةٍ ما، عادةً حوالى 6 - 12 أسبوعًا، يبدأ إنتاجنا للحليب في التّنظيم.
كيف نلاحظ ذلك؟
- قد نشعر أنّ ثدينا فارغٌ، طريٌّ وناعمٌ.
- قد يتوقّف الشّعور بتدفّق الحليب (أو نشعر به أقلّ).
- قد يتوقّف ثدينا عن التّسرب.
- إذا قمنا بالضّخ فقد نلاحظ أنّنا لا نستخرج الكمّيّة نفسها من الحليب.
قد نفسّر هذا التّغيير بشكلٍ خاطئٍ على أنّه إشارةٌ إلى نضوب الحليب ونقوم بالانقطاع عن الرضاعة بسبب ذلك. إلّا أنّ هذه العلامات لا تعني أنّ إنتاج الحليب انخفض، بل تُفسّر بأنّ جسمنا قد توصَّل إلى التّوازن ومعرفة كمّيّة الحليب الّتي يتمّ إزالتها من الثّدي لتلبية احتياجات الطّفل، وبالتّالي لم يعُدْ يُنتِج كمّيّةً زائدةً عن اللّازم. قد يحدث هذا التّغيير تدريجيًّا أو يبدو مفاجئًا إلى حدٍّ ما.
في النّهاية، لا داعي للقلق. فمن الطّبيعيّ الشّعور أنّ الثّدي ليِّنٌ، أقلّ امتلاءً وحتّى فارغٌ بعد الأسابيع 6 - 12 الأولى. في حال ساورتنا شكوكٌ إضافيّةٌ، نسأل مستشارة رضاعةٍ لتقويم الحال بدقّةٍ وتقديم الدّعم المناسب.
تتمنّى «أرجوحة» أن تساعدَنا هذه المعلومات على الثّقة في قدرتنا على الرّضاعة، وأن نعلمَ أنّ جسمنا قادرٌ على تكييف إنتاج الحليب وتنظيمه وِفقًا لاحتياجات الطّفل المتغيّرة.
