الرّضاعة الطّبيعيّة ليست مجرّد عمليّةٍ بيولوجيّةٍ، بل هي رابطة عاطفيّة مميّزة تربطنا بالطّفل. قد نفطم الطّفل باكرًا عن الرّضاعة لأسبابٍ عديدةٍ، ثمّ نتراجع عن هذا القرار ونرغب في إعادة إدرار الحليب بعد فترةٍ. فهل يُمكننا إعادة الإرضاع حتّى بعد الانقطاع لأشهُرٍ عدّةٍ؟
لذا، حضّرت لنا "أرجوحة" هذا المقال للإجابة عن هذا السّؤال.
قد نواجه صعوباتٍ في الرّضاعة الطّبيعيّة من دون تلقّي التّوجيهات في الوقت المناسب، ما يدفعنا إلى الفطام المبكر بعكس أهدافنا. من هذه المشاكل: عدم تلقّي الدّعم اللّازم من الشّريك (عدم الحصول على الاهتمام الكافي، عدم مشاركتنا المسؤولية، او تقديم المساعدة) أوِ الطّبيب (عدم التشجيع على الرضاعة الطبيعيّة، أو عدم اطلاعنا على فوائدها) أوِ المجتمع، ظروف صحّيّة، أو عوامل أُخرى...
فهل يُمكننا إعادة إدرار الحليب في حال رغبنا في ذلك؟
لا شكّ أنّ بداية العودة إلى الإرضاع مليئةٌ بالتّحدّيات، ومنها انخفاض أو حتّى انعدام إنتاج الحليب والحاجة إلى تكيُّف الطّفل مع الثّدي مجدّدًا، إلّا أنّ هذه التّحدّيات ليست مستحيلةَ التّجاوز، ففي كثيرٍ من الحالات يُمكن تحقيق إعادة إرضاعٍ ناجحةٍ بالصّبر والإصرار.
- يُمكننا إعادة إدرار الحليب، حتّى بعد التّوقّف عن الرّضاعة لأشهُرٍ عدّةٍ، في هذه الحال، تعتمد قدرتنا على النّجاح في الرّضاعة الحصريّة على عوامل عدّةٍ، ومنها: تجربتنا السّابقة مع الرّضاعة، عمر الطّفل، بالإضافة إلى تقبُّله للثّدي واستعداده للرّضاعة. إنّ إصرارنا ومثابرتنا تلعب دَوْرًا حاسمًا في نجاح هذه التّجربة، وكذلك دَعْم الأشخاص المحيطة بنا.
- من المهمّ أن نبحثَ عن مساعَدةٍ مختصّةٍ مثل استشاريّ الرّضاعة الطّبيعيّة، للحصول على النّصائح والتّوجيهات اللّازمة. حتّى لو لم نستطِعِ الرّضاعة بشكلٍ حصريٍّ، يُمكننا تحقيق أقصى قَدْرٍ ممكنٍ من إنتاج الحليب. فكلّ قطرةٍ من حليب الثّدي قيّمةٌ للطّفل، ولا يُمكن استبدالها.
- إعادة الإرضاع قد تكون خيارًا قيّمًا لنا إذا كنّا نرغب في تجربة اللّحظات العاطفيّة المميّزة وتقديم الغذاء الأمثل والمناعة إلى الطّفل.
تطمئننا "أرجوحة" أنّه بعزمنا والدّعم المناسب، يُمكننا تجاوُز التّحدّيات الّتي قد نواجها والاستمتاع بتجربة الرّضاعة الطّبيعيّة.