Instagram Facebook YouTube

كيف نتعامل كأم أو أب مع الطفل بعد فقد أحد الوالدين في الحرب؟1

الجزء الأول

عندما يفقد الطفل أحد والديه بسبب الحرب، يجد نفسه أمام سؤال كبير لا يعرف كيف يطرحه، وإن طرحه غالبًا لا نعرف نحن كيف نجيب. فالموت في هذه الحالة، يحدث من دون مقدّمات، لذا تصبح الصدمة أكبر.

هذا الموقف ليس صعبًا على الطفل وحده، بل علينا كأم أو أب أيضًا، ونحتاج إلى الدعم أيضًا: صدق، هدوء، دعم نفسي، وروتين يُعيد الإحساس بالأمان.

ما العمل أمام هذا الحدث الصعب والحسّاس؟ وكيف نتصرّف مع الطفل بعد معرفتنا للخبر؟

 

أوّلًا: نفهم ما حدث نحن كأهل.

قبل أن نخبر الطفل، نحتاج نحن أن نستوعب الحدث ونهدأ قدر الإمكان. من الطبيعي أن نشعر بالصدمة أو الانهيار، لكنّ تواصلنا مع الطفل سيكون أكثر دعمًا ووضوحًا عندما نكون في حالة ذهنية أكثر توازنًا.
لا يعني ذلك أن نكبت مشاعرنا، بل أن نُهيّئ أنفسنا للحديث بما يناسب عقل الطفل واحتياجاته.

 

ثانيًا: نتجنّب تأجيل إخبار الطفل كثيرًا.

قد نميل إلى تأجيل إخبار الطفل بموت والده أو والدته، أو نحاول حمايته باستخدام عبارات مثل "بابا مسافر" أو "راح شوي وبرجع"، لكن هذه العبارات تُربكه وتجعله ينتظر شيئًا لن يحدث.

من الأفضل أن نقول شيئًا بسيطًا وواضحًا، مثل:

"في الحرب تحدث أشياء صعبة وبشعة، وتشكل تغيّرًا في حياتنا. بابا مات، هذا الشيء صعب جدًا بالنسبة لي ولك أيضًا، لكننا معًا".

 

ثالثًا: نستخدم لغة تناسب عمر الطفل.

الأطفال دون السادسة قد لا يفهمون معنى الموت بشكل كامل. من المهم أن تكون كلماتنا واضحة، من دون تفاصيل قاسية، ومن دون مبالغة في الشرح أو في المشاعر.

 

رابعًا: نؤكد للطفل أن جميع مشاعره مقبولة. 

نشجع الطّفل على مشاركتنا مشاعره، أسئلته ومخاوفه. كذلك من الضروري أن يشاهد الطفل أهله وهم يعبّرون عن انفعالاتهم وحزنهم على المتوفّي، طبعًا مع الحرص على عدم المبالغة في هذا التعبير، وذلك كي يدرك أنّ البكاء أو الحزن هو تعبير طبيعي عن المشاعر بغضّ النظر عن عمر الشخص أو جنسه.

 

 

أخيرًا،  الطفل يحتاج إلى من يسمعه، لا فقط من يوجّهه. لا بأس أن نقول "ما منعرف" عندما لا نملك الجواب. المهم أن نُظهر له أننا موجودون، باهتمامنا وهدوئنا ومساندتنا. الفقد لا يُمحى، لكنه يصبح جزءًا من الحياة. ومع الوقت، وبالدعم المناسب، يستطيع الطفل أن يتأقلم، ويكمل طريقه وهو يعرف أنّ هناك من يفهمه ويقف بجانبه.






 






 

الكاتب
ريم عثمان

هل كان المقال مفيدًا

كلا

وسط

نعم